لبنان

مصدر كنسي لـ "وردنا": نستبعد الحوار في بكركي... والازمة الرئاسية إقليمية وليست مسيحية

مصدر كنسي لـ

تكاد لا تخلو أي عظة يلقيها البطريرك الماروني بشارة الراعي من الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية وفق الاطر الدستورية، وفتح باب المجلس النيابي ليقوم النواب بواجباتهم الدستورية وأبرزها انتخاب رئيس للدولة عبر جلسة انتخابية بدورات متتالية.

وتكاد لا تخلو بكركي أيضا من الزوار من مختلف الطوائف الذين يتحدثون الى البطريرك الراعي، ويطلعونه على المستجدات في الملف الرئاسي كما ويعبرون عن هواجسهم من الوضع الحالي خصوصا في ظل الحرب على غزة والتهديد بتوسعها أكثر في العمق اللبناني.

وانطلاقا، من هذا الواقع الخطير المترافق مع شغور رئاسي منذ سنة وخمسة أشهر بحيث ان كل المحاولات الداخلية والخارجية لم تنجح حتى اللحظة في خرق جدار الازمة الرئاسية، أودع عدد من الاطراف المسيحية، البطريرك الراعي وثائق تتضمن اقتراحات حلحلة أو رؤية معينة في حين دعت أطراف أخرى إلى حوار للقيادات المسيحية في الصرح البطريركي وآخرها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.

وفي هذا الاطار، تحدث موقع "وردنا" مع مصدر كنسي الذي أشار الى أننا نسمع في الاعلام عن لقاءات مسيحية- مسيحية في بكركي لكن هذا الامر غير مطروح حاليا مع العلم ان بكركي تسعى الى حلحلة العقد، والعمل مع كل الافرقاء الى ايجاد مخرج للأزمة المستعصية.  وهنا لا بد من التأكيد ان الدور الذي تلعبه بكركي تاريخيا هو دور وطني بامتياز عابر للطوائف كما ان دعوة القادة المسيحيين الى الاجتماع في بكركي وكأننا نقول أو نعترف ان المشكلة في عدم انتخاب الرئيس تكمن أولا وأخيرا لدى المسيحيين، وهذا ليس صحيحا لا من قريب ولا من بعيد لأن المشكلة الحقيقية لدى "الثنائي الشيعي" الذي يعرقل الاستحقاق الرئاسي من خلال الانسحاب من الجلسات الانتخابية التي عقدت سابقا، واليوم من خلال ربط الملف بما يجري في غزة. موقف بكركي دائما الى جانب الدستور، وتدعو الى تطبيقه بعيدا عن اللف والدوران والنفاق والكذب والصفقات مع العلم ان المسيحيين توافقوا على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ولم تعقد دورات متتالية في الجلسة الانتخابية لانتخابه هو أو غيره. وبالتالي، القول ان العقدة مسيحية غير صحيح، ولو كانت النوايا صافية لكان تم انتخاب الرئيس حين توافق المسيحيون.

ولفت المصدر الى ان هواجس الشارع المسيحي اليوم هي نفسها هواجس الشارع السنّي والشارع الدرزي ايضاً، وهذا ما نلمسه من خلال زيارات المسؤولين الى الصرح البطريركي من مختلف الطوائف والمناطق. ونحن نتساءل: طالما هناك توافق على الهواجس لماذا لا يتم التوافق على ايجاد سبل للحل؟. أين هو الدستور؟. بكركي تفكر ببعد وطني وليس ببعد طائفي، وتنادي بتطبيق الدستور دون مواربة.

وعن الحديث عن وثيقة يجري تحضيرها في بكركي، ويشارك في إعدادها ممثلون عن الاحزاب والتيارات والكتل المسيحية والمستقلين، قال المصدر الكنسي ان أكثر من جهة قدمت وثيقتها الخاصة للبطريرك الراعي الذي بات الجميع يعرف موقفه من القضايا الوطنية. هناك محاولات من قبل بعض الاطراف للقيام بشيء ما علهم ينجحوا في كسر الجمود الحاصل. للاسف، بعض المسؤولين يربطون مصير البلد بالتطورات الخارجية، والشعب يمر في مرحلة من اليأس والاحباط ولم يعد لديه القدرة على النزول الى الشارع واجبار النواب على انتخاب رئيس للجمهورية أو حلّ البرلمان لانتخاب برلمان جديد.

طالما هناك فريق يريد ربط الملف اللبناني بملفات المنطقة خصوصا لما يجري في غزة، والى أين ستصل المفاوضات في الشأن الفلسطيني، يعني ان الاستحقاق الرئاسي لا يزال في المربع الاول رغم الحركة الديبلوماسية اللافتة في هذا السياق وفق المصدر الكنسي الذي اعتبر ان البطريرك اليوم يمسك بطرف حبل النجاة وانقاذ لبنان لينعم بالسلام، والخطوة الاولى تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، لكن هناك طرف آخر يمسك بالطرف المقابل، ويجر البلد الى الحرب. وهنا، لا بد من التعويل على رجال يتمتعون بالوطنية والاخلاص و"الآدمية" من مختلف الطوائف، وهم كثر، لانقاذ البلد من الغرق.

يقرأون الآن