التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء في بكين رؤساء شركات أميركية في وقت تسعى الصين إلى جذب المستثمرين الأجانب وطمأنتهم بشأن اقتصادها الذي يشهد تباطؤاً.
وقالت شبكة "سي سي تي في" التلفزيونية الرسمية إنّ شي "التقى صباح اليوم في قصر الشعب في بكين ممثّلين عن قطاع الأعمال الأميركي".
ولم تذكر الشبكة أسماء المشاركين في الاجتماع، ولكن صورة نشرتها وزارة الخارجية اظهرت كريستيانو آمون، المدير التنفيذي لشركة كوالكوم الأميركية لأشباه الموصلات، وستيفان شوارتزمان الذي يرأس مجموعة بلاكستون الاستثمارية.
بدا شي جينبينغ في الصور مبتسماً وهو يخاطب مجموعة من الرجال يرتدون بزّات رسمية ويجلسون حول طاولات طويلة. وكان البعض يدوّن ملاحظات.
وقال الرئيس الصيني "ستكون الخلافات موجودة دائماً لأننا أشخاص مختلفون. وحتى أفراد العائلة الواحدة يختلفون"، في وقت تعمل الصين والولايات المتحدة على تعزيز الحوار للتغلّب على خلافاتهما.
يوجد العديد من القضايا الخلافية بين الصين والولايات المتحدة، من التجارة إلى تايوان مروراً بالتنافس في مجال التكنولوجيا الالكترونية وصراع النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأكد شي جينبينغ "علينا أن نسعى إلى أرضية مشتركة وإرساء المزيد من التوافق".
وتسعى الصين التي تواجه تباطؤاً اقتصادياً وتوتّرات جيوسياسية، إلى طمأنة المستثمرين الأجانب بشأن آفاق النمو في البلاد.
وبلغت الاستثمارات الأجنبية العام الماضي أدنى مستوى لها منذ ثلاثة عقود، بحسب أرقام رسمية.
وتشكو الشركات الأميركية العاملة في الصين من المنافسة غير النزيهة في بلد قلما يحمي الملكية الفكرية ويمنح الشركات المحلية معاملة تفضيلية.
وتزايدت مخاوف المجموعات الأميركية في الأشهر الأخيرة بعدما أجرت السلطات الصينية عمليات تفتيش واستجواب استهدفت شركات استشارية أميركية. وأتت هذه الإجراءات في سياق تنافس حادّ بين بكين وواشنطن.
ودعت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال زيارة قامت بها إلى بكين في آب/أغسطس، إلى إحلال بيئة أعمال "يمكن التكهّن بها" أكثر في الصين، وإلا فقد تعتبر في نهاية المطاف "محفوفة بالمخاطر" إلى حد يثني عن الاستثمار فيها.
في تموز/يوليو، دخلت النسخة الجديدة من قانون مكافحة التجسس في الصين حيّز التطبيق، وهي تمنح السلطات هامش تحرك أكبر للتصدي لما ترى أنه يشكل خطراً على الأمن القومي.
ومنذ ذلك الحين، تنتظر الشركات الأجنبية تفسير هذا التشريع الذي يتضمن بنوداً غامضة وتعريفاً فضفاضاً للتجسس.
ويأتي هذا الاجتماع بعد انعقاد منتدى اقتصادي كبير في بكين حضره عدد من كبار قادة الأعمال الأجانب، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك.
وكان رئيس الوزراء لي تشيانغ حدد هدفا يبلغ "حوالى 5 بالمئة" لنمو إجمالي الناتج المحلي الصيني هذا العام.
وتطمح العديد من الدول المتقدمة إلى مثل هذه النسب، لكنها تبقى بالنسبة للصين بعيدة عن الازدهار الكبير الذي عرفه اقتصادها في العقود الأخيرة.
وفي حزيران/يونيو، استقبل الرئيس الصيني شخصياً بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، خلال زيارة لدعم جهود الصين في مجال البحوث الطبية. واستقبل عدداً من رؤساء الشركات الأميركية الكبرى بينهم تيم كوك ورئيس أمازون جيف بيزوس.