من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيسين ديموقراطيين سابقين، بيل كلينتون وباراك أوباما، في حدث جمع تبرعات سيقام في مدينة نيويورك يوم الخميس. وسيشهد هذا اللقاء تاريخاً مشتركاً بين الثلاثة، بالإضافة إلى تركيزهم المشترك على الرهانات الانتخابية المحتملة لعام 2024، على الرغم من وجود بعض التوترات السابقة.
يتمتع بايدن بعلاقات وثيقة مع أوباما، حيث شغل منصب نائب الرئيس تحت إدارته لمدة ثماني سنوات، بالإضافة إلى علاقته القديمة مع كلينتون الذي ترأس أجندة تشريعية في التسعينيات.
وقد تحدث بايدن مؤخرًا مع كلا الرئيسين حول أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع التحدي السياسي الذي يمثله الرئيس السابق دونالد ترامب.
إلا أنّ الصحيفة أشارت إلى أن هذه العلاقات تشوبها تعقيدات، حيث شعر بعض المقربين من بايدن بالاستياء من فريق أوباما خلال فترة نائب الرئيس. وكانت هناك استياءات أيضاً من بعض التصريحات التي أدلى بها خريجو أوباما، والتي شككت في قدرات بايدن على الفوز بالانتخابات الرئاسية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تسبب دعم أوباما لهيلاري كلينتون لخوض انتخابات 2016 في بعض التوترات بين الأطراف الثلاثة.
وفي هذا السياق، أكد خبير استراتيجي سابق في حملة كلينتون جيمس كارفيل: "إنهم متحدون الآن بسبب تهديد ترامب"، مضيفاً: "كل سياسي لديه تاريخ مع سياسي آخر. هذا أمر طبيعي. ولكنني أعتقد أنهم متحدون جدًا بسبب هذا التهديد".
يأتي هذا اللقاء النادر بين الرئيس الحالي والرئيسين في الوقت الذي يحاول فيه بايدن تحقيق ما تمكن سلفاه من تحقيقه: الفوز بولاية ثانية في مناخ سياسي صعب. ويستمد بايدن خطابه للناخبين من إرث سلفيه في بعض النواحي: التحول الاقتصادي الذي هندسه كل من كلينتون وأوباما خلال سنواتهما الثماني، إلى جانب التحذيرات من أن العودة إلى حكم الجمهوريين ستمثل انتكاسة للأمة.
وعلى الرغم من خلافاتهم السابقة، يدرك القادة الثلاثة ما قد تعنيه رئاسة ثانية لترامب بالنسبة للبلاد وحزبهم وإرثهم.
وتؤتي جهودهم المشتركة ثمارها، فحسب ما قالت حملة بايدن فإن فعالية يوم الخميس ستجمع أكثر من 25 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لحملة جمع تبرعات ليوم واحد.