على مدى سنوات ظل الصراع بين العدوين في إطار ما يعرف بـ "حرب الظل" عبر الفصائل المدعومة من طهران في المنطقة من العراق مرورا بسوريا ولبنان واليمن.
إلا أن استهداف القنصلية مؤخرا الذي شكل ضربة موجعة لطهران، بل إن أول قصف يطال قنصلياتها أو سفاراتها شكل صفعة معنوية أيضا لها، وفق بعض المحللين.
ثمة أسئلة عديدة تطرح عن طبيعة الرد الإيراني ومدى تطور الأمور باتجاه حرب شاملة.
مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية العميد هشام جابر أكد ان قواعد الاشتباك سقطت امام استهداف السفارات، فهذا أمر خطير جدا وله تداعيات.
وأشار جابر الى الاستعدادات القائمة في دول محور الممانعة، للرد على هذا الاستهداف والذي سيكون حتما على مستوى الحدث.
وشدد جابر على أن حزب الله في لبنان يفرض معادلة الردع من خلال الرد بالمثل وأقوى على أي ضربة إسرائيلية وهو ما تعرفه تل ابيب حق المعرفة، فالجيش الإسرائيلي في المقابل يعاني من عملية استنزاف جراء حشد قواته على جبهة جنوب لبنان.
وقال: "هناك أكثر من فرقتين إسرائيليتين على الحدود مع لبنان ومضى على وجودها أكثر من 6 أشهر ويقدر عدد الجنود الموجودين في وضع الاستنفار بـ 45 ألف وهم يشكلون مشكلة كبيرة للعدو الإسرائيلي ولا يمكن حتى في حالة السلم أن يكون هناك تدبير مشدد إلا لأسابيع".
وأضاف: "هناك عملية استنزاف على الصعيد الاقتصادي؛ الحياة الاقتصادية شلت في شمال فلسطين ومعظم المستوطنات هناك أصبحت شبه مغلقة".
وتابع: "إسرائيل كانت تخشى أن يكون حزب الله سوف يبدأ حرب واسعة وهي مستعدة لربما استدرج حزب الله في حرب واسعة كما كان الأمر في بداية الحرب وكان هناك خوف من الأميركيين ان يقوم حزب الله بفتح الحرب الواسعة ولكن الأخير لم يقع في هذا الفخ وانسحب الاميركيون".
وأكمل: "الأميركيون انسحبوا بعد أن أيقنوا أن حزب الله لن يبدأ الحرب وكان همهم الأول اقناع الجانب الإسرائيلي بعدم ارتكاب أي حماقة".
وذكر: "حزب الله أعلنها صراحة لو توقف العدوان على غزة سوف يتوقف عن قصف إسرائيل ولو أوقف حزب الله الرد على إسرائيل سيكون من الطبيعي أن يعود المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة".