هدد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، قائلاً: "للعدو الذي يعرف وللصديق ليزداد ايمانا وللتافهين، هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربا ولا تخاف وانما ادارت معركتها حتى الان ضمن رؤية واستراتيجية لكنها على اتم الاستعداد والجهوزية معنويا ونفسيا وعسكريا وبشريا في اي حرب سيندم فيها العدو لو اطلقها على لبنان".
وأكد نصرالله، في كلمته خلال مهرجان "طوفان الأحرار"، لمناسبة يوم القدس العالمي، في مجمع "سيّد الشهداء" في الضاحية الجنوبية، أنّنا "يجب أن نتوقّف عند شهداء الأيّام الأخيرة في العدوان الإسرائيلي الغاشم على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق، الّذي أدّى إلى استشهاد عدد من الأعزّاء، ومن بينهم شهداء قادة كبار لهم قيمة تاريخية في مسيرتنا، وأعني بالتّحديد الشّهيد القائد محمد رضا زاهدي المعروف بـ"الحاج مهدوي"، مشدداً على أنّ "الاعتداء على القنصليّة الإيرانيّة حادث مفصلي له ما قبله وما بعده".
وأشار إلى أنّ "عمليّة طوفان الأقصى ما كانت إلّا من أجل القدس والأقصى، والشّهداء ما زالوا يتقدّمون ويرتقون في ساحات الجهاد المختلفة".
وركّز نصرالله على أنّ "قائد الثّورة الإسلاميّة علي الخامنئي يؤكّد على الموقف الثّابت من القضية الفلسطينية ومن كيان العدو، وإيران قدّمت في سبيل هذا الموقف التّضحيات الجسام، اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا. وأحد الأسباب الكبرى في شنّ الحروب على إيران والعداء لها، هو موقفها تجاه إسرائيل والقدس والمقاومة الفلسطينية".
وذكر أنّ "حتّى الآن، ترفض إيران أيّ لقاء أو تفاوض مباشر مع الأميركيّين، في حين تتمنّى أغلب دول العالم التكلّم والتّفاوض مع الأميركيّين. حتّى في الملف النّووي، إيران ترفض حتّى الآن التّفاوض المباشر مع الأميركيّين، وهذا له فلسفته ورؤيته"، مبيّنًا أنّ "الأميركيّين يعبّرون دائمًا عن استعدادهم للتّفاوض المباشر مع الإيرانيّين، لكن الإيرانيون لا يُخدعون".
وأكد نصرالله أنّ "إيران لا ولن تفاوض على الملفّات الإقليميّة مع الأميركيّين. وعندما تفاوض، تكون جزءًا من تشكيل عالمي"، متسائلًا: "لو أتت إيران الآن وقالت إنّها مستعدّة للتّفاوض المباشر مع الأميركيّين، هل سيبقى الحصار عليها كما هو الآن؟ أين يصبح دورها؟ في أيّ قاعة سيوضع بقيّة اللّاعبين؟".
واعتبر أنّ "كلّ من يحلّل ويقول إنّ ما يجري في غزة وفلسطين والعراق واليمن والانتخابات الرئاسية في لبنان، ينتظر المفاوضات الأميركيّة الإيرانيّة، هو كلام غير صحيح".
وقال نصرالله: "نسمع سخافةً بشكل مستمرّ أنّ كلّ ما يجري في المنطقة، مسرحيّة أميركيّة- إيرانيّة أو سيناريو أميركي- إيراني. حتّى قرأت كلامًا أنّ قصف القنصليّة جزء من سيناريو أميركي- إيراني لترتيب وضع المنطقة".
ولفت إلى أنّ "هؤلاء لا يمكنهم أن يصدّقوا أيّ شيء عن انتصارات المقاومة في المنطقة، وأيّ مشهد من مشاهد الانتصار يفسّر عند المتخاذلين والأذلّاء على أنّه سيناريوهات متّفق عليها بين إيران وأميركا".