تظاهر عشرات آلاف الفرنسيين مجددا السبت احتجاجا على سياسة التطعيم ضد كوفيد-19 التي تنتهجها الحكومة ووسط خشية جماعات حقوق الإنسان من المشاعر المعادية للسامية في الحركة الاحتجاجية.
وتمت الدعوة الى 200 تظاهرة محتلفة في أنحاء البلاد للأسبوع السادس على التوالي للتنديد بنظام "الشهادة الصحية" الذي أعلنه الرئيس ايمانويل ماكرون ويرى فيه البعض تقييدا بشكل غير منصف لحقوق غير الملقحين.
ونظام الشهادة الصحية يفرض حيازة وثيقة تثبت تلقي لقاح كوفيد أو فحصا سلبيا يعود الى 72 ساعة او إثبات الاصابة بالمرض في الاشهر الستة الأخيرة من أجل دخول الحانات والمطاعم واستخدام المرافق الصحية في ظل ظروف معينة وفي القطارات.
وبات يشمل منذ الاثنين أكثر من 120 مركزا تجاريا ومتجرا كبيرا في منطقة باريس والنصف الجنوبي من فرنسا.
وشارك في التظاهرات نحو 9,500 شخص في جنوب مونبيلييه و4 آلاف في شرق ستراسبورغ و3,400 في بوردو، وفق السلطات المحلية.
وفي تظاهرة باريس رفع المشاركون الأعلام ولافتات كتبت عليها كلمة "الحرية" وهم يهتفون "ماكرون! لا نريد شهادتك الصحية!"
وجمعت حركة الاحتجاج ضد الشهادة الصحية بين منظري المؤامرة ومناهضي التطعيم وأعضاء سابقين في حركة "السترات الصفر" المناهضة للحكومة، فضلا عن المتخوفين من نظام يؤدي بشكل غير عادل الى تكوين مجتمع من مستويين.
وكان نحو 200 ألف شخص تظاهروا خلال عطلة نهاية الأسبوع السابقة، وفقا لأرقام وزارة الداخلية، ومن المقرر الإعلان عن الإحصاءات النهائية لتظاهرات السبت عند المساء.
ويدعي المنظمون أن العدد الحقيقي للمشاركين في تظاهرات نهاية الاسبوع السابقة كان ضعف الأرقام التي قدرتها الشرطة.
وتميزت هذه الحركة الاحتجاجية منذ البداية باستخدام شعارات ورموز نددت بها جماعات يهودية ونشطاء مناهضون للعنصرية، فقد وضع بعض المتظاهرين نجوما صفراء على ملابسهم تشبه تلك التي أجبر النظام النازي اليهود على وضعها خلال الحرب العالمية الثانية.
وتم تصوير آخرين وهم يرفعون لافتات كتب عليها كلمة "من؟"، وهي إشارة تدل على اليهود المتهمين بنشر الدعاية ضد كوفيد عبر وسائل الإعلام وتحقيق أرباح من صناعة اللقاحات في الوقت نفسه.
وتصر الحكومة الفرنسية على أن الشهادة الصحية ضرورية لتشجيع الناس على أخذ اللقاحات وتجنب إغلاق وطني رابع، وخصوصا أن غير الملقحين يشكلون ما بين ثمانية الى تسعة من كل عشرة مصابين بكوفيد يتم إدخالهم الى المستشفى.
ويدعم غالبية الفرنسيين نظام الشهادة الصحية ويتضامن الثلث فقط مع المحتجين، وفقا لاحصاء نشرته صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" نهاية الأسبوع الماضي.
أ ف ب