أعربت كل من بريطانيا وفرنسا عن القلق إزاء تطور الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، بعد الرد الإيراني على إسرائيل، والذي توعدت إسرائيل من جهتها بأنها ستعاود الرد على الرد.
وأطلقت إيران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل مساء السبت ردا على هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من نيسان/أبريل والذي أودى بحياة عدد من المسؤولين الإيرانيين.
وحث وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، الاثنين، إسرائيل على عدم التصعيد، مشيراً إلى أن "هجوم إيران على إسرائيل كان فاشلا".
وقال إن خطوة طهران فشلت بالكامل تقريبا، وإن التركيز يجب أن ينصب على التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال كاميرون لوسائل إعلام بريطانية، اليوم الاثنين: "إذا كنت في إسرائيل هذا الصباح فستفكر بشكل سليم بأن لديك الحق الكامل للرد على ذلك.. وهو حقهم بالفعل. لكن نحثهم على أنه لا ينبغي عليهم التصعيد".
وتابع قائلا: "شكل ذلك بعدة طرق هزيمة مزدوجة لإيران. الهجوم كان فاشلا بالكامل تقريبا وأظهروا للعالم أنهم أصحاب التأثير الشرير في المنطقة.. لذلك نأمل في ألا يكون هناك رد انتقامي".
وردا على سؤال بشأن حظر الحرس الثوري الإيراني، قال كاميرون: "سنبقي الأمر قيد المراجعة". ولدى سؤاله عما إذا كانت الحكومة ستبحث فرض مزيد من العقوبات على إيران قال كاميرون: "نعم بالطبع. لدينا بالفعل 400 عقوبة على إيران".
هذا وذكرت وكالة أنباء الطالب الإيرانية أنه بعد استدعاء سفير بريطانيا في طهران، استدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بأعمال سفارة إيران في لندن حسيني متين، وأبلغته احتجاجها على الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وتزامنا، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه إزاء احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
وقال ماكرون لتلفزيون "بي إف إم" وإذاعة "آر إم سي" في مقابلة: "نشعر جميعا بالقلق إزاء احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. سنبذل كل ما في وسعنا لتجنب التصعيد وإقناع إسرائيل بعدم الرد على الضربة الإيرانية".
الرئيس الفرنسي أضاف بالقول إن الوضع غير مستقر على الإطلاق في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن "إيران ردت على الضربة الإسرائيلية في دمشق بطريقة غير متناسبة".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" The Wall Street Journal الأميركية، نقلت عن 3 مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قولهم إن إسرائيل قد ترد على الهجوم الإيراني، اليوم الاثنين.
مصادر الصحيفة أفادت أن الرئيس الأميركي حاول، خلال محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثني إسرائيل عن الرد المتسرّع.
وأكد المسؤولون أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عملية هجومية ضد إيران، وستعمل على تشكيل جبهة دبلوماسية موحّدة مع حلفائها في محاولة لمنع الأعمال العدائية من التصاعد إلى حرب مفتوحة يمكن أن تجتاح الشرق الأوسط وتورطها.
هذا ونقلت شبكة "إي بي سي نيوز" ABC News الأميركية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر، قوله إن مسؤولين عسكريين قدّموا للحكومة مجموعة من خيارات الرد على الهجوم الإيراني.
وأضاف ليرنر في تصريحات للصحافيين في تل أبيب، أن رد إسرائيل ربما ينطوي على ضربة عسكرية وربما لا، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستحدد خطواتها المقبلة اليوم أو في الأيام المقبلة.