إغتيال بلوغر عراقية…من هي

يثار في العراق وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قضية مقتل البلوغر العراقية الشهيرة الملقبة "ام فهد" من قبل شخص مجهول الهوية لغاية الان.

فقد اغتال مسلح على دراجة نارية البلوغر العراقية الشهيرة الملقبة بـ"أم فهد" في منطقة شرق زيونة، بالعاصمة بغداد.

وبعد الحادثة أعلنت وزارة الداخلية انها "شكلت فريق عمل مختص لمعرفة ملابسات مقتل امرأة معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي على يد مجهولين في منطقة زيونة بالعاصمة بغداد".

من هي "أم فهد"؟

وتنحدر البلوغر العراقية الشهيرة الملقبة "أم فهد" الملقبة بـ"المهرة" وأيضًا "الشيخة"، من محافظة البصرة، وهي من مواليد 1994 ومتزوجة مرتين، لكنها تقيم حاليًا في منطقة "زيونة"، أحد الأحياء الراقية شرقي بغداد.

برزت "أم فهد" على مواقع التواصل منذ نحو ثلاثة أعوام تقربياً، حين ظهرت في فيديو تهدد أفراد حاجز تفتيش بمعاقبتهم ونقلهم من مواقهم، عبر الاتصال بقائد أمني رفيع في العاصمة بغداد.

وبعدها، بدأت سلسلة من اليوميات المثيرة للجدل عبر موقع التواصل الاجتماعي سناب شات، وتضمنت حفلات أعياد ميلاد عائلية راقصة وباذخة تُنفَق خلالها آلاف الدولارات، في وقت يعاني العراقيون أزمات اقتصادية متكررة بدأت عام 2020 مع انتشار فيروس كورونا، وما رافقه من إجراءات الحظر الصحي.

وفي أواسط 2021، عادت "أم فهد" لتنشر فيديو جديداً تضمن فتح طريق مغلق أمام سيارتها الفارهة، بعد اتصالها هاتفياً بمدير أمني في العاصمة بغداد. كما أدى انتشار هذا الفيديو على مواقع التواصل إلى انتقادات شعبية "لاذعة" لقيادات وزارة الداخلية، أدت لعزل المدير من منصبه.

وفي نهائي "خليجي 25"، أثارت الجدل مجدداً، بعد أن صورت لحظة دخولها محتفلة إلى ملعب "جذع النخلة" بواسطة عجلة حديثة مع الوفود الرسمية المهمة (VIP)، ما أثار تساؤلات عن هويتها وعملها، في الوقت الذي أدى التدافع عبر البوابات إلى مقتل شخص وإصابة العشرات نتيجة للاختناق بسبب الزحام.

كما لاحقتها كاميرات المصورين وهي داخل الملعب تغني وترقص احتفالًا بفوز المنتخب، وخلال المباراة عند إحراز الأهداف، لتصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعاد دخول "أم فهد" إلى ملعب "جذع النخلة"، جدل علاقات الضباط والمسؤولين بمشهورات السوشيال ميديا و"الفاشنيستس"، واستخدامهن تلك العلاقة لأغراض شخصية، والحصول على السطوة والنفوذ، وتخويف الآخرين، والقدرة على تجاوز الأخطاء، و"لفلفلة القضايا".

وكانت وزارة الداخلية، وبعد اللغط الذي أثير حول بعض صناع المحتوى ودخولهم إلى الملاعب ببطاقات "VIP"، وجلوسهم في المقصورة الرئيسية، أطلقت حملة "تصحيح"، وشكلت لجنة لمتابعة المحتويات في مواقع التواصل ومعالجة "الهابط" منها وتقديم صانعيها للعدالة.

كانت لجنة متابعة المحتوى التابعة لوزارة الداخلية العام الماضي، قدمت طلباً معنوناً إلى قاضي تحقيق محكمة الكرخ الثالثة المختص بقضايا النشر والإعلام، لاستدعاء "أم فهد" بعد قيام اللجنة بمتابعة المحتوى الذي تقدمه.

بالتزامن مع الإعلان، أطلقت وزارة الداخلية منصة الكترونية تحمل اسم (بلغ) قالت عنها إنها خاصة بالإبلاغ عن المحتويات الإعلامية المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتضمن إساءه للذوق العام وتحمل رسائل سلبية تخدش الحياء وتزعزع الاستقرار المجتمعي.

وفي شباط/فبراير 2023، حكمت محكمة عراقيّة عليها بالسجن ستّة أشهر، لإقدامها على "نشر أفلام وفيديوهات عدّة تتضمّن أقوالًا فاحشة ومُخلّة بالحياء والآداب العامّة، وعرضها على الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

يذكر ان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا، مقطعًا لـ"أم فهد" وهي تتحدث عن هبوط الدولار، وبالفعل حصل ذلك بشكل جزئي، ما أثار تساؤلات كثيرة عما إذا كانت تمتلك معلومات من مصادر اقتصادية، أو مسؤولين.

و"أم فهد" كثيرا ما تثير منشوراتها الجدل، والتي كان آخرها شجارها مع البلوغر "داليا نعيم"، إذ هددت الأولى الأخيرة بفضح علاقتها مع قيادات أمنية رفعية المستوى، بعدما قالت داليا إنها تعرضت للخطف من قبل مجهولين قبل أن تتمكن من الهرب.

وخلال الفترة الماضية شهد العراق العديد من الجرائم المرتبطة بالمؤثرين والبلوغرز على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي كان آخرها مقتل المؤثر المعروف باسم "سمسم" وهو من العابرين جنسيا، ومقتل المؤثرة فيروز آزاد.

يقرأون الآن