حذّر الموفد الأميركي للمناخ جون كيري الخميس بعد عقده محادثات مع كبار المسؤولين في الصين من أن مواصلة بكين بناء محطات تعمل على الفحم قد "يُبطل" الإمكانيات العالمية لتحقيق الأهداف البيئية.
وارتفع مستوى التوتر بين بكين وواشنطن في الشهور الأخيرة مع تبادل الانتقادات بشأن سجل الصين في حقوق الإنسان وطريقة توليها أزمة فيروس كورونا.
ويعتبر التعامل مع تغير المناخ من بين عدد قليل من القضايا التي سجل فيها الجانبان انسجاما.
لكن بكين شددت في الأشهر الأخيرة على أن التعاون البيئي يمكن أن يتضرر على خلفية تدهور العلاقات الثنائية.
وقال كيري للصحافيين مساء الخميس إن الولايات المتحدة أوضحت "أن إضافة المزيد من محطات الفحم يمثل تحديا كبيرا لجهود العالم للتعامل مع أزمة المناخ".
وأوضح أن خطط الصين بشأن محطات الفحم الجديدة يمكن أن "تُبطل قدرة العالم على الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050"، مضيفا أنه على الرغم من إجراء محادثات "بناءة للغاية"، إلا أنه كان أيضا "صريحا للغاية" بشأن هذا الموضوع.
وعلى الرغم من التعهدات بزيادة استهلاك الفحم إلى الذروة قبل عام 2030، أدخلت الصين 38,4 جيغاوات من الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم العام الماضي -- أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما تم إدخاله على مستوى العالم.
وحث كيري الحكومة الصينية على عدم ترك التعاون البيئي يتأثر بالتوتر بين أكبر بلدين ملوثين في العالم، واصفا ذلك بأنه "تحد عالمي".
وقال "من الضروري.. بغض النظر عن الاختلافات أن نتعامل مع أزمة المناخ".
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي أبلغ كيري في وقت سابق خلال الزيارة أن التعاون بشأن الاحتباس الحراري لا يمكن فصله عن العلاقات الدبلوماسية الأوسع بين البلدين.
واتهم وانغ، في اتصال بالفيديو مع مبعوث المناخ الأميركي، واشنطن بارتكاب "خطأ استراتيجي كبير في التقدير تجاه الصين"، بحسب بيان الوزارة.
وقال "من المستحيل أن يرتفع التعاون المناخي بين الصين والولايات المتحدة عن البيئة الإجمالية للعلاقات الصينية-الأميركية".
وأضاف "الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة، وعلى الولايات المتحدة أن تتوقف عن رؤية الصين كتهديد وخصم".
"يمكن للصين القيام بالمزيد"
وزار كيري اليابان في وقت سابق هذا الأسبوع قبل أن يسافر إلى مدينة تيانجين في شمال شرق الصين، في جولة تهدف إلى حشد الدعم لعقد قمة عالمية كبرى لمعالجة قضايا المناخ الملحة.
وتمثل النسخة السادسة والعشرون من مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ التابع للأمم المتحدة في غلاسكو في تشرين الثاني/نوفمبر أكبر قمة مناخية منذ مفاوضات باريس 2015.
وذكر كيري أنه يعتزم الاجتماع مع نظرائه الصينيين مرة أخرى قبل القمة، للضغط من أجل التزامات أقوى لخفض الانبعاثات.
وحث المبعوث الأميركي الصين مرارا على تكثيف الجهود لتقليل انبعاثات الكربون.
وأوضح "قلنا باستمرار للصين والدول الأخرى.. أن تبذل قصارى جهدها في حدود طاقتها".
وأردف "نعتقد أنه بإمكان الصين القيام بالمزيد" في هذا الصدد.
وتعد الدولة الآسيوية أكبر مصدر لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم، تليها الولايات المتحدة التي كانت تاريخيا تصدر انبعاثات أكثر من أي دولة أخرى.
وفي حين وعدت بكين بالوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وأن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060، فإنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على الفحم الذي يغذي ما يقرب من 60 في المئة من استهلاكها للطاقة.
وقال كيري "لدينا فرصة لإحداث تأثير إيجابي في غلاسكو. يعتمد الأمر حقا على الخيارات التي تتخذها الصين في هذه المرحلة".
أ ف ب