لبنان

تفاصيل جديدة عن "تيك توكر" شهير متورط بخطف أطفال واغتصابهم

تفاصيل جديدة عن

عصابة تمتهن خطف الأطفال والإعتداء عليهم، وتتحرك ما بين بيروت وجبل لبنان، باتت في قبضة الأمن.

مصدر قضائي أوضح أن "الجزء الأكبر من التحقيق مع أفراد هذه الشبكة يجري بإشراف المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، متوقعا أن "تتوسع دائرة التوقيفات لتشمل كلّ من له علاقة بهذه الجرائم؛ خصوصاً أن الجرم لا يقتصر على اغتصاب الأطفال، بل هناك من أجبروا على تعاطي المخدرات حتى يتحوّلوا إلى مدمنين ويسهل عليهم الاعتداء عليهم جنسياً أو استخدامهم في أعمال أخرى"، مؤكداً أن "أكثر ما يعيق التحقيق هو عدم توفر كامل هويات باقي المتورطين والتثبّت من أن الأسماء المتوفرة للمحققين صحيحة". ولفت المصدر إلى أن "العصابات المحترفة دائماً ما تتخذ إجراءات وقائية عبر الاختباء وراء أسماء حتى لا يسهل اكتشافهم وتوقيفهم".

وكانت أعلنت قوى الأمن الداخلي في لبنان عن توقيفها عصابة ممن يعرفون بالـ"تيكتوكرز" (ناشطون على تطبيق تيك توك)، تستدرج الأطفال لاغتصابهم.

تفكيك الشبكة

وبدأت الأجهزة الأمنية في لبنان بتكثيف تحقيقاتها، لتفكيك خيوط هذه الشبكة الكبيرة، وقال مصدر أمني معني بهذه القضية إن "هناك عصابة كبيرة تضمّ أكثر من 30 شخصاً تنشط في مجال التعرّف على الأطفال والتودد إليهم قبل استدراجهم والإيقاع بهم"، مشيراً إلى أن "مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية يجري تحقيقات مكثّفة بإشراف القضاء المختص، وحتى الآن جرى توقيف ستة أشخاص توفرت معطيات عن تورطهم بهذه الأفعال".

وقالت "الأمن الداخلي" في بيان لها مساء الأربعاء، إنه "بعد ادعاء عدد من القاصرين لدى النيابة العامّة تعرّضهم لاعتداءات جنسيّة، وتصوير، من قبل أفراد إحدى العصابات المنظّمة، وبنتيجة المتابعة وجمع المعلومات التي استمرّت لنحو شهر تقريباً، تمكّن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة وحماية الملكيّة الفكريّة في قسم المباحث الجنائيّة الخاصّة التابع لوحدة الشرطة القضائيّة، بمؤازرة من المجموعة الخاصّة في الوحدة عينها، حتى تاريخه، من توقيف ستة أشخاص في بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم ثلاثة قُصَّر ذائعي الصّيت على تطبيق (تيك توك) وهم من جنسيّات لبنانيّة، وسورية، وتركيّة"، مشيرة إلى أن التحقيق مستمرّ بإشراف القضاء المختصّ. والعمل جارٍ لتوقيف جميع أفراد العصابة.

وبدأت خيوط هذه لقضية تتكشّف، عبر دعاوى تقدّم بها ذوو عدد من الأطفال، وعلى أثرها سارعت القوى الأمنية إلى إجراء التحقيقات والتحريات، وأفاد مصدر أمني بأن مكتب "جرائم المعلوماتية" بدأ في تعقّب حسابات على تطبيق "تيك توك" تحوم حولها شبهات، وتبيّن أن أصحابها يستخدمون أسماء وهمية، وأن أفراد العصابة يتقاسمون الأدوار، مشيراً إلى أن نحو "عشرة أشخاص بينهم قاصرون يتولون مهمّة التعرف على الأطفال من متابعي هذا التطبيق ويستدرجونهم ويعملون على تسليمهم لآخرين من أجل الاعتداء عليهم جنسياً، وتوريطهم في تعاطي المخدرات وتشجيعهم على الإدمان عليها"، مؤكداً أن التحقيق "حدد حتى الآن أسماء 26 متورطاً بينهم ستة موقوفين أحدهم مزيّن شعر معروف، لكنّ توقيفهم لا يزال على ذمة التحقيق بموجب الشبهات المتوفرة حولهم ولم توجّه إليهم اتهامات قضائية بانتظار ختم المحاضر الأولية وإحالتها إلى النيابة العامة".

منصة لتبييض الأموال 

قد يحصل "التيكتوكر" في جولة خمس دقائق من البث المباشر، على مبلغ 10 آلاف دولار، من خلال التفاعل معه من جهات داعمة. وهنا يأتي السؤال: لماذا قد يمول متمولون كبار، تيكتوكر، بمبالغ طائلة جداً؟

والجواب بسيط جداً، فلا شيء بالمجان في عالم "تيك توك". وعلى طريقة "عطيني بعطيك"، يمول هؤلاء المتمولون، حسابات بعض التيكتوكرز، عبر اتفاق مسبق بين الطرفين، في صفقة مبطنة، فحواها تبييض الأموال وتقاسم الأرباح.

وتوضح المصادر: "جراء كل عملية، هناك نسبة منها للمنصة، ونسبة للتيكتوكر الذي يحصل على العائدات عبر منصات تحويل أموال غير مرخصة وغير شرعية، ثم يعيد التيك توكر جزءاً من الأموال التي تقاضاها الى مرسلها عبر آلية تحويل خاصة"، أو يرسلها الى حسابات في الخارج وبعدها يحولها إلى لبنان لإدخالها الى سيستم الموال الشرعية.

وفي هذه المرحلة أيضا يخسر التيكتوكر قرابة 10% من الأموال، تذهب لشركة تحويل الأموال غير المرخصة لقاء سحبها. أما نسبة تقارب 40% من المال الذي أرسل له عبر "تيك توك"، فيتقاسمها مع مرسل الأموال له، المتمول مبيض الأموال، بنسبة 20%.

وغالباً ما يكون مبيّضو الأموال مهربي مخدرات أو رؤساء شبكات دعارة. و"المزح" معهم ليس بالأمر السهل، أي أن الطعن بهم من قبل التيكتوكر لا يمرّ بسهولة. وفضائح عديدة ظهرت للعلن بين مبيضي أموال وتيكتوكرز، أقفلت حساباتهم، نتيجة عدم إيفائهم بوعودهم بإرسال حصة الـ20% أو أكثر لمبيض الأموال الذي بيّضها من خلالهم.

وإحدى أبرز الفضائح التي ظهرت للعلن في نيسان/أبريل الماضي، لمهرب مخدرات فلسطيني، أقفل حسابات عديددة لتيكتوكر لبناني واتهمه بسرقة أموال حولها إليه، ولم يعطه حصته من عملية تبييض الأموال تلك.


يقرأون الآن