أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، الاثنين، أن الحركة سيطرت بشكل كامل على إقليم بانشير شمالي العاصمة الأفغانية كابل بعد معارك مع "جبهة المقاومة الوطنية" بقيادة أحمد مسعود.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء من طالبان يقفون أمام بوابة مجمع حاكم إقليم بانشير.
وفي وقت سابق، ذكرت "جبهة المقاومة الوطنية" في بيان، ليل الأحد الاثنين، أنها "اقترحت على طالبان وقف عملياتها العسكرية في بانشير وسحب قواتها، وفي المقابل سنطلب من قواتنا الامتناع عن أي عمل عسكري".
وأضافت أن المتحدث باسمها فهيم دشتي والجنرال عبد الودود زاره قتلا في المعارك الأخيرة.
من جانبه، قال قائد جبهة "المقاومة الوطنية الأفغانية" المتمركزة في ولاية بانشير، أحمد مسعود، إنه يرحب بمقترحات من مجلس العلماء بالتفاوض من أجل تسوية لوقف القتال.
وأعلن مسعود ذلك على صفحة الجبهة على فيسبوك: "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية توافق من حيث المبدأ على حل المشكلات الحالية وإنهاء القتال على الفور ومواصلة التفاوض".
وأضاف "من أجل التوصل إلى سلام دائم، الجبهة مستعدة لوقف القتال بشرط وقف طالبان أيضا لهجماتها وتحركاتها العسكرية في بانشير وأنداراب"، في إشارة لمنطقة مجاورة تقع في إقليم بغلان.
موقع استراتيجي وثكنة عسكرية
ويوفر وادي بانشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدمة، لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه الوادي.
ويمتد وادي بانشير الطويل والعميق لحوالي 120 كم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من العاصمة كابل، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3000 متر.
هذه الجبال هي حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي ما يجعله ثكنة عسكرية شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126واديًا كبيرًا وعشرات الأودية الصغيرة تجعله قادر على الصمود أمام الحصار الطويل.
ومن عناصر الأهمية الاستراتيجية للإقليم ارتباطه بسبع ولايات أفغانية، وهي "تخار" و"بغلان"، في الشمال، و"كابيسا" من الجنوب، و"نورستان" و"بدخشان" في الشرق والشمال الشرقي، و"لغمان" من الجنوب الشرقي، و"پروان" في غرب بانشير، ما يشكل تهديد لحركة طالبان في حالة بقاء الوادي خارج سيطرتها.
صراع عرقي في الخلفية
وتقفز الناحية العرقية ضمن الأسباب القوية للعداوة بين سكان الإقليم المنتمي أكثرهم لعرقية الطاجيك وحركة طالبان المنتمي كثير منها لعرقية البشتون، إضافة إلى جروح قديمة ممثلة في اتهام طالبان بالتسبب في اغتيال اثنين من زعماء الطاجيك هما برهان الدين رباني وأحمد شاه مسعود، وفي المقابل دعَّم الإقليم الغزو الأميركي المناهض لحركة طالبان في 2001.
وقبيل سيطرة طالبان على كابل، يُعتقد أن الإقليم أصبح ملاذًا لمخزون كبيرة من الأسلحة.
سكاي نيوز