فاينانشال تايمز: قطر جسر التواصل بين طالبان والغرب

عنوان المقال الأصلي بالإنكليزية

أكدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن الدوحة تلعب دورًا كبيرًا على المشهد العالمي، حيث تتوجه القوى العالمية التي تحاول احتواء تداعيات استيلاء طالبان على أفغانستان، إلى قطر التي تمثل منذ فترة طويلة حلقة الوصل بين الغرب والحركة الأفغانية. وأوضح التقرير الذي نشرته فاينانشيال تايمز، أمس، وترجمته "الشرق" أن القاعدة العسكرية للولايات المتحدة في دولة قطر أصبحت نقطة ارتكاز للتحرك الأمريكي، ونقطة انطلاق لإجلاء عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان. كما تقود قطر، التي توسطت بين الأطراف الأفغانية قبل الانسحاب الأمريكي، محادثات متعددة الأطراف مع طالبان بشأن العمليات المستقبلية في مطار كابول في أعقاب خروج الولايات المتحدة.

دور مهم

وقال تقرير الفاينانشيال تايمز إن قطر سعت لعقود من الزمان إلى لعب دور وسيط قوي. وقد مكّن دورها كميسر للمحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، التي فتحت مكتبًا تمثيليًا لها في الدوحة بدعم من الولايات المتحدة قبل ثماني سنوات، الدولة من القيام بدور كبير في الجغرافيا السياسية.

وفي هذا السياق، قال ديفيد روبرتس، الأستاذ المساعد في كينجز كوليدج لندن: "الأزمة الأفغانية مثالية لقطر إنها تبرز دور الدوحة وما يمكن القيام به". أضاف: "القطريون أدركوا منذ وقت طويل أن التعامل مع طالبان عندما كانوا الممثل الذي لا يحظى بشعبية كان مهمًا جدًا".

وتابع التقرير: انتقلت سفارات الدول الغربية من كابول إلى الدوحة، وذلك جزئيًا لتسهيل الاتصالات مع طالبان. وتقود قطر، التي توسطت بين الأطراف الأفغانية قبل الانسحاب الأمريكي، محادثات متعددة الأطراف مع طالبان بشأن العمليات المستقبلية في مطار كابول في أعقاب خروج الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال كريستيان كوتس أولريشسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر: "يشير نقل هذه البعثات الدبلوماسية إلى أنه أيًا كان المقصود بالتحركات دبلوماسية هو إشراك قطر بطريقة ما كوسيط لإبقاء الحوار مفتوحًا مع القيادة السياسية بينما ينتظر العالم ليرى نوع النظام الذي يظهر في كابول". وفي حديثه في مؤتمر صحفي في الدوحة، وصف وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قطر بأنها "الركيزة الأساسية" في التعامل مع الأزمة.

علاقات دبلوماسية

وقال إريك سوالويل، عضو الكونجرس الديمقراطي، على تويتر: "مع هبوط آخر طائرات من أفغانستان في قطر - للانضمام إلى آلاف اللاجئين الذين يستضيفهم القطريون - لا يمكننا خسارة قطر كقاعدة خليجية". لقد اعترف بايدن بحكمة بالشراكة الإستراتيجية". وأورد التقرير، أن من أوضح مظاهر الدور القطري تسهيلها لإجلاء أكثر من 43 ألف شخص من أفغانستان، حيث قام السفير القطري شخصياً بمرافقة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم عبر نقاط التفتيش التابعة لطالبان، مستخدماً نفوذ الدوحة لمساعدة الآلاف ممن هم في أمس الحاجة إليها.

ومن بين هؤلاء كانت حسينة، وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عامًا، وهي الآن بأمان في مجمع بالدوحة، وانتهت محاولتها الأولى للفرار من أفغانستان بالفشل عند بوابات مطار كابول الشهر الماضي، حيث أعادها مسلحون من طالبان. وقالت "أمي لم تسمح لي بالذهاب في أي رحلة مدرسية - الآن نحن هنا وحدنا". "كانت أمي تبكي عندما غادرنا، لكنها ممتنة لأننا بأمان".

وقال أحد الخبراء: "إنه دور عظيم نلعبه في أفغانستان، وأخيراً نحصل على بعض الأخبار الإيجابية". وقال أولريتشسن: " النوايا الحسنة حول الإجلاء والاستجابة الإنسانية تساهم في تعزيز دور قطر في الساحة العالمية".

الشرق القطرية/فاينانشال تايمز

يقرأون الآن