طالبت رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائب عناية عز الدين الجهات المعنية "بضرورة اجراء دراسة تشمل كل أغذية الأطفال والرضّع المستوردة والمتواجدة في السوق اللبنانية حاليا للتأكد من مطابقتها للمواصفات اللبنانية الصادرة عن مؤسسة ليبنور". وشددت على ضرورة ان تلتزم الإدارات المعنية لا سيما وزارة الصحة العامة بتطبيق هذه المواصفات الصادرة بموجب مراسيم إلزامية وتامين الرقابة اللازمة والتحقق من دقة الاختبارات التي تجريها المختبرات المعنية.
كما طالبت عز الدين وزارة الصحة بإعطاء خريطة كاملة لمسار دخول أغذية الأطفال والرّضع إلى البلد لتحديد المسؤوليات ولاصلاح اي خلل في الاليات المعتمدة، ولوضع حد لجريمة عدم مطابقة أغذية الأطفال المستوردة للمواصفات، ولفتت الى ضرورة التأكد من عدم وجود تواطؤ من قبل بعض المستوردين ما يساعد في ادخال هذه السلع الى لبنان.
كلام عز الدين جاء عقب ترؤسها اجتماع للجنة المرأة والطفل النيابية خصص لهذا الملف وحضره ممثلون عن وزارة الصحة ومنظمتي اليونيسيف والصحة العالمية ومدير عام وزارة الاقتصاد، والأمينة التنفيذية للمجلس الوطني للبحوث العلمية والمديرة العامة لمؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية-ليبنور. واخصائية في علوم التغذية من الجامعة الاميركية في بيروت.
واشارت إلى ان فتح هذا الملف جاء بعد التقرير الذي اصدرته منظمة الصحة العالمية عن ان الكثير من المنتجات الخاصة بغذاء الاطفال والتي تحمل علامات تجارية عالمية تدخل إلى بعض الدول النامية وهي غير مطابقة للمواصفات الصحية وتكون مختلفة عن تلك التي تدخل إلى الدول الغنية تحت نفس الاسم التجاري
ولفتت الى انه بعد التواصل مع الجهات المعنية تبين ان المجلس الوطني للبحوث العلمية كان اجرى في العام ٢٠٢١ أبحاثا حول السلع الخاصة بحليب الأطفال، والاغذية الخاصة بالأطفال ما دون الخمس سنوات والمكملات الغذائية وقد بلغ عددها ١١٧ منتجا مستوردا. وقد اظهرت هذه الدراسة ان بعض المنتوجات يحوي في كل مئة غرام ٨٠ ٪ من الدهون المشبعة التي تحوي بدورها زيوتا مهدرجة وصلت نسبتها إلى ٤٥٪ في بعض المنتجات. والمعلوم ان هذه الزيوت تسبب البدانة التي تؤدي الى أمراض عديدة مستقبلا ما يشكل خطرا على صحة اولادنا وكلفة مرتفعة للفاتورة الصحية، واظهرت هذه الدراسة ايضا وجود دهون متحولة بنسبة متفاوتة تتجاوز النسب المسموح بها عالمياً و ويؤدي تراكمها عبر التعرض المتكرر لها إلى أضرار صحية مزمنة على الاطفال، كما أظهرت الدراسة وجود نسب من السكر المضاف في بعض المنتجات و الذي تخطى معدل ٣٥٪ في المنتجات مثل البسكويت و الكورن فلاكس. و المفاجئ ايضا كان وجود السكر المضاف في حليب الاطفال الذي تخطى ٥٪ في حليب الاطفال ما بين ١ و ٣ سنوات. أما معدل البدانة وزيادة الوزن لدى أطفال لبنان، فارتفع من 18.9 في المئة بين عامي 2004- 2021 إلى 26 في المئة في العام ٢٠٢٣، "وهو رقم كبير جدا لا سيما وأن المعدل العالمي للبدانة عند الأطفال يتراوح ما بين 5.7 و9 في المئة.
واضافت عز الدين ان الاخطر هو عدم تطابق البطاقة البيانية للمنتجات مع المحتوى مما يسبب غشا فاضحا للمستهلك. واعتبرت ان هذه المسألة في غاية الخطورة وتتطلب قرع جرس الإنذار والإسراع باتخاذ كافة الاجراءات لكشف حقيقة الوضع ومعالجة اي خلل دون اي تسويف او تأجيل مؤكدة ان اللجنة ستتابع القضية بشكل جدي ودقيق.
