ماذا تعني سيطرة إسرائيل على معبر رفح؟

ذكرت صحيفة إسرائيلية أن سيطرة الجيش على معبر رفح ‏يعني أن إسرائيل ستحتل غزة مرة أخرى ما قد يحمل تداعيات ‏وفقا للقانون الدولي ويعقد العلاقات مع مصر المجاورة.‏

ونقلت "هآرتس" في تحليل أن وزارة الخارجية المصرية ‏دانت توغل الجيش الإسرائيلي وسيطرته على معبر رفح ‏ووصفته بأنه "تصعيد خطير"، يهدد جهود وقف إطلاق النار، ‏كما اعتبرت القاهرة أن الخطوة تعرض حياة ملايين ‏الفلسطينيين الذين يعتمدون على مرور المساعدات الإنسانية.‏

وقالت الصحيفة إن مصر أخطرت بخطة إسرائيل لدخول ‏رفح، لكن ردها الدبلوماسي ينطوي على غضب كبير وخوف ‏أكبر من أن هذه الخطوة لن تخرب المحادثات حول إطلاق ‏سراح الرهائن فحسب، بل توسيع العمل في رفح، مما يدفع ‏مئات الآلاف من سكان غزة إلى عبور الحدود إلى مصر.‏

كما تبحث مصر أيضا في المعنى القانوني لدخول قوات ‏عسكرية كبيرة إلى المنطقة، والتي من المفترض أن تكون ‏منزوعة السلاح وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد.‏

وامتنعت مصر حتى الآن عن إجراء نقاش دبلوماسي علني ‏حول انتهاك اتفاقات كامب ديفيد لتجنب تداخل ذلك مع ‏المفاوضات التي أصبحت فيها مصر الوسيط الرئيسي الآن ‏بعد أن خفضت قطر من دورها.‏

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كشفت أن ‏مصر "هددت بالتوقف عن الوساطة" في المفاوضات الجارية ‏بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن ‏المحتجزين لدى حماس، وذلك بعد سيطرة إسرائيل على ‏الجانب الفلسطيني من معبر رفح.‏

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين، لم تسمهم، أن مصر ‏‏"غاضبة" لأن إسرائيل "أعطتها مهلة قصيرة قبل السيطرة ‏على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي"، الثلاثاء، ‏و"هددت بالتوقف عن العمل كوسيط في المفاوضات"، مما قد ‏يعرض المحادثات للخطر.‏

وسيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح تحيد ‏إلى حد كبير النفوذ الرئيسي الذي كانت تتمتع به مصر على ‏حماس. قبل الحرب، عندما كان المعبر طريقا مفتوحا للبضائع ‏والناس، كما حقق التنسيق بين مصر وحماس أرباحا كبيرة ‏لمسؤولي المخابرات المصرية الذين يسيطرون على الجانب ‏المصري من الممر، وفق ما تنقل الصحيفة.‏

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، ‏الثلاثاء، إن العملية الإسرائيلية في رفح محدودة الحجم ‏والنطاق والمدة و"تهدف إلى قطع قدرة حماس على تهريب ‏الأسلحة والأموال إلى غزة".‏

لكن هناك فجوة تكتيكية تفصل بيان كيربي عن أهداف ‏إسرائيل، وفق التحليل، إذ لا يمكن لإسرائيل السيطرة على ‏معبر رفح كجيب معزول دون الاستيلاء على الجزء الشرقي ‏من ممر فيلادلفيا ما لم يتم العثور على بديل متفق عليه لمن ‏يدير المعبر.‏

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل لا تثق بمصر كـ "حرس ‏حدود"، واقترحت القاهرة قبل بضعة أسابيع السماح للسلطة ‏الفلسطينية بإدارة الجانب الغزي من المعبر، أو إعادة العمل ‏باتفاق المعابر لعام 2005 الذي كان من المفترض أن يدير ‏بموجبه المسؤولون والمفتشون الأجانب من غزة المعبر، في ‏حين أن إسرائيل لديها سلطة منح أو منع دخول الأشخاص ‏والبضائع.‏

لكن إسرائيل تعارض بشدة أي اقتراح يمنح السلطة الفلسطينية ‏موطئ قدم في غزة، خاصة وأن السلطة نفسها تشترط ‏مشاركتها في غزة بخطوة دبلوماسية واسعة من شأنها أن ‏تؤدي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.‏

وكانت الصحيفة قالت هذا الأسبوع إن مصر وإسرائيل ‏والولايات المتحدة اتفقت على أنه بعد انتهاء الأعمال ‏العسكرية، ستشرف شركة مدنية مسلحة، ربما أميركية، على ‏المرور عبر المعبر ، بما في ذلك تفتيش الشاحنات.‏

ويشير التحليل إلى أن المشكلة في مثل هذا الحل هي أنه ‏بالإضافة إلى التكلفة الباهظة لتوظيف شركة أمنية خاصة، ‏ليس من الواضح من سيكون المسؤول الرسمي عنه، إسرائيل ‏أو الولايات المتحدة، وهذه مسألة مهمة لأنها ستحدد من ‏سيشرف على تشغيل معبر رفح، ومن الذي سيشكل سياسة ‏العمليات.‏

ويبدو أنه إلى أن يتم التوصل إلى حل متفق عليه لهذه القضية، ‏فإن إسرائيل تتوسع وتثبت مكانتها كمحتل لغزة، مع كل ما ‏يترتب على هذا الوضع من تداعيات وفقا للقانون الدولي.‏

يقرأون الآن