News

هل يصلح قرار بايدن بشأن إسرائيل علاقاته مع الأميركيين العرب ‏والمسلمين؟

هل يصلح قرار بايدن بشأن إسرائيل علاقاته مع الأميركيين العرب ‏والمسلمين؟

سلّط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على تداعيات الحرب ‏في غزة بالنسبة لحملة الرئيس الأميركي جو بايدن في الانتخابات ‏المقبلة، وخاصة لدى الناخبين العرب والمسلمين‎.‎

وقال التقرير إن القادة المسلمين والعرب الأميركيين يتحدثون عن ‏انهيار قنوات اتصالهم مع البيت الأبيض في عهد الرئيس بايدن إلى ‏حد كبير، مما ترك الإدارة دون دعم سياسي حتى بعد قرارها الأخير ‏وقف شحنة أسلحة لإسرائيل‎.‎

وكان إعلان بايدن الوقف المؤقت لشحنة مكونة من 3500 قنبلة إلى ‏إسرائيل، بمثابة تغيير جذري في سياسة البيت الأبيض والتي طالب ‏بها زعماء عرب أميركيين ومسلمين منذ أشهر‎.‎

ومع ذلك تشير الصحيفة إلى أن الكثير من العرب والمسلمين في ‏الولايات المتحدة لم يعودا يكترثون كثيرا لذلك لإنهم يعتبرون إدارة ‏بايدن متواطئة في الحرب ويرون أن الخطوة جاءت متأخرة‎.‎

تنقل الصحيفة عن عباس علوية، وهو أحد قادة حركة الاحتجاج ‏والتصويت ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان هذا العام ‏القول إن "إعلان الرئيس جاء متأخرا للغاية وغير كاف.. إنه بحاجة ‏للوقوف ضد هذه الحرب". ‏

وخلص القادة الأميركيون المسلمون والعرب الآن إلى أنهم على ‏خلاف لا رجعة فيه مع إدارة بايدن بشأن سياستها الخارجية، وفقاً ‏لمقابلات أجرتها الصحيفة مع أكثر من اثني عشر شخصا شاركوا في ‏المحادثات‎. ‎

ويقول الكثير منهم إنهم سئموا من سماع أنه يجب عليهم التصويت ‏لصالح بايدن لمجرد أن الرئيس السابق دونالد ترامب سيكون أسوأ ‏منه‎.‎

يؤكد أسامة السبلاني رئيس أخبار العرب الأميركيين، ذات التأثير ‏الكبير في ديربورن، أنه قال لمسؤولي البيت بصراحة تامة "لا ‏تضيعوا وقتكم بعد الآن إلا إذا كان لديكم شيء جوهري‎".‎

وبحسب الصحيفة فإن عدم قدرة البيت الأبيض على الحفاظ على ‏خطوط اتصال فعالة مع المجموعات التي تمثل كتلة انتخابية، حتى ‏وإن كانت صغيرة، من الناخبين الديمقراطيين، يمكن أن يشكل مشكلة ‏كبيرة لإعادة انتخاب بايدن‎.‎

ويعود السبب في ذلك إلى احتمالات أن يتم حسم سباق الوصول للبيت ‏الأبيض بناء على هوامش قليلة في عدد من الولايات المتأرجحة ‏ومنها ميتشغان‎.‎

وبحسب الصحيفة فإن بايدن حرص على أن يتولى البيت الأبيض، ‏وليس حملة إعادة انتخابه، التواصل مع المجتمعات العربية ‏والإسلامية الغاضبة من الحرب في غزة، لأن الخلاف معهم يركز ‏على السياسة وليس المواضيع الانتخابية‎. ‎

وعيّنت إدارة بايدن مازن بصراوي في منصب مسؤول الاتصال ‏بالجاليات المسلمة الأميركية في البيت البيض وأوكلت له مهمة ‏التواصل مع قادة المجتمع‎.‎

وقالت الصحيفة إن بصراوي كان من بين المسؤولين في وفود البيت ‏الأبيض التي التقت بالقادة العرب الأميركيين والمسلمين هذا العام في ‏ديربورن وشيكاغو‎. ‎

وأضافت أنه في اجتماع ديربورن، الذي أعرب فيه أحد كبار ‏مساعدي السياسة الخارجية في البيت الأبيض عن أسفه لرد الإدارة ‏على الحرب في غزة، اعتذر بصراوي عن عدم انخراط إدارة بايدن ‏مع مسؤولي ديربورن بشكل أكبر‎.‎

وأردف بصراوي في مقابلة مع الصحيفة إنه يتحدث إلى عدد من ‏المسؤولين الآن أكبر مما كان عليه قبل بدء الحرب في غزة‎.‎

ومضى قائلا: "لقد توسعت دائرة اتصالاتي ومحادثاتي المنتظمة مع ‏زعماء المجتمعات الإسلامية والعربية منذ 7 أكتوبر لتشمل المزيد من ‏القادة على المستوى المحلي‎".‎

كذلك يخطط وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن للقاء العديد من ‏المجموعات العربية الأميركية البارزة، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين، ‏الذين أشاروا إلى أنه تم تأجيل الحدث نظرا لجدول الوزير المزدحم ‏الذي يجعله يتواجد خارج البلاد لفترات متكررة‎.‎

ومع ذلك تقول الصحيفة إن هناك حدود للأشخاص والمجموعات التي ‏سيتعامل معها البيت الأبيض في عهد بايدن بشأن الصراع في غزة‎. ‎

وتضيف أن إدارة بايدن قطعت اتصالاتها مع مجلس العلاقات ‏الأميركية الإسلامية منذ ديسمبر الماضي، بعد أن نسبت تصريحات ‏لمديره التنفيذي قال فيها إنه "سعيد" بهجوم السابع من أكتوبر، وهو ما ‏نفاه المجلس وأشار إلى أنه تم إخراج التصريحات من سياقها‎.‎

وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته ‏لمناقشة الاستراتيجية الداخلية، إن الإدارة ستتعامل مع الأشخاص ‏الذين ينتقدون طريقة تعامل بايدن مع الصراع، لكنها قطعت علاقاتها ‏مع أولئك الذين أشادوا بهجوم حماس في 7 أكتوبر، أو أدلوا ‏بتصريحات معادية للسامية أو شككوا في حق إسرائيل في الوجود‎.‎

وبحسب الصحيفة فإن نفور بعض الناخبين عن بايدن نتيجة الحرب ‏في غزة، يعني أنهم من المرجح لن يشاركوا في الانتخابات أو ‏يمنحون صوتهم لطرف ثالث بدلا من التصويت لصالح ترامب‎.‎

ويشعر كثير من أبناء الجالية الأميركية العربية في ميشيغان، الذين ‏دعموا بايدن في عام 2020، بالغضب، وكذلك بعض الديموقراطيين ‏التقدميين، بسبب دعمه الهجوم الإسرائيلي على غزة حيث قُتل ‏عشرات الآلاف من الفلسطينيين‎.‎

وتعد ولاية ميشيغان محطة حاسمة في السباق إلى البيت الأبيض حيث ‏تمتلك 16 مقعدا في المجمع الانتخابي، الذي يختار الرئيس الأميركي‎.‎

يقرأون الآن