رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "استمرار الحرب بات مرتبطًا بمحاولات جيش الاحتلال الحصول على مشهد للنصر لم يتحقَّق حتى الآن، وما يحصل في رفح، هو استمرار لنهج الإجرام الذي يرتكبه كيان العدو للضغط على المقاومة كي تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، ولن يتمكن هذا العدو من تحقيق أهدافه، بفضل ثبات المقاومة وصمودها وعظيم تضحياتها".
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه لعنصر من "حزب الله" قضى جنوب لبنان.
ولفت إلى أن "الحرب دخلت شهرها الثامن، ولا يزال الشعب الفلسطيني بمقاومته البطولية يسجِّل ملاحم حقيقية، وهذا الشعب عصي على الانكسار، وهو الشعب الذي فاجأ العدو بشجاعته وجرأته وقدرته على الصمود، وسيخرج بعزيمة أشد، وأثبتت هذه الحرب بكل تطوراتها أنَّ الكيان الصهيوني لم يكن يقرأ جيدًا حقيقة موقف الشعب الفلسطيني، وكان يحضِّر لمواجهة خطر من مكان، فجاءته الضربة من حيث لا يحتسب".
وأكد فضل الله أن "الصورة التي يبحث عنها نتنياهو لن يحصل عليها، وفي المقابل، فإنَّ ما يرتسم في أذهان الشعوب على مستوى العالم، هي صورة الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال".
واعتبر أن "موقف الإدارة الأميركية هو موقف مخادع في محاولة مكشوفة للتنصل من الجرائم، وفي الوقت نفسه، تغطي العدوان بشكل كامل على المستوى الدولي وعلى مستوى الدعم المباشر للحرب على غزة".
وأوضح أن "المقاومة في لبنان طوَّرت من استهدافاتها لجيش الاحتلال، وهي تتعامل مع كل مرحلة حسب مقتضياتها الميدانية، وفي كل مرَّة تفاجئ العدو بأسلحتها وتكتيكاتها العسكرية، وهي لا تزال في مرحلة المساندة للضغط على الجبهة الشمالية، بهدف دفع حكومة العدو لوقف الحرب على غزة".
وقال: "إن جميع المحاولات السياسية والعسكرية والإغراءات من أجل إراحة العدو في الشمال فشلت، وأي مبادرة من أي جهة تحاول تحقيق مكاسب للعدو في لبنان، لن يكون مصيرها سوى الفشل، وقد جربوا على مدى الأشهر، وقدموا لنا العروضات والمبادرات التي تريح العدو، ولكن ما عجز عنه الاحتلال على مدى سبعة أشهر في الميدان، لن يحصل عليه بالسياسة تحت أي مسمَّى، ولن نسمح له بتمرير شروطه على بلدنا تحت أي عنوان كان، فهو ليس في موقع أن يفرض على لبنان الشروط، وقد بدأوا معنا بأن نبتعد 10 كيلو متر عن الحدود، ومن ثم 3 كيلو متر، وبعدها طالبوا بأن نختفي عن الأنظار فقط وغيرها من العروض، واليوم يئسوا من إمكانية أن تكون لهذه الضغوط أي فرصة في النجاح في لبنان، وكل التهويل الذي مارسوه، لم يؤثر على خيارنا وقرارنا واستمرارنا بهذه المواجهة، وقد قلنا للوفود، بأنه بدل محاولة الضغط على لبنان أو إضاعة الوقت بطروحات غير قابلة للتحقق، فإنّ الجهد المنتج هو بالضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب، وهذا هو المعبر الوحيد لوقف ما يحصل" .
وشدد على أن "معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان لا تكون موسمية وردة فعل على أحداث معيّنة ونتيجة استفاقة متأخرة، بل من خلال مقاربة وطنية، وهو ما عملنا عليه منذ بداية الأزمة والحرب في سوريا، بعيدًا عن المزايدات أو التحريض العنصري على النازحين السوريين، ولذلك كانت دعوتنا إلى تعاون الحكومتين اللبنانية والسورية وتفاهم الدولتين على كيفية المعالجة، وقمنا بخطوات عملية لإعادة النازحين إلى بلدهم، لأنَّ إعادة النازحين لا تكون بالخطابات والبيانات وتسجيل المواقف للكسب الشعبي، من دون أن تكون هناك خطة وطنية حقيقية تأخذ في الاعتبار كل ما يحيط بهذا الملف، خصوصًا استخداماته الأميركية والأوروبية في إطار الضغط على سوريا، ونسأل أولئك الذين يدعون إلى الاعتماد على من يسمّونهم الأصدقاء من الأميركيين والأوروبيين كما يدّعون، ويقولون دائماً إن ما يسمّى بالمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن هي التي تحمي لبنان من خطر العدو الإسرائيلي، وأنه لا حاجة للمقاومة، نسألهم لماذا هؤلاء الأصدقاء لا يعالجون لكم ملف النازحين".
وختم النائب فضل الله: "لدينا جلسة نيابية عامة لمناقشة هذا الموضوع، وسنقدِّم مقاربتنا الوطنية المستندة إلى مصلحة بلدنا وإلى القوانين الوطنية وإلى علاقة الأخوة التي تربط الشعبين والدولتين".