دولي

رحلة الخطوط الجوية القطرية تقلع من مطار كابل.. أول رحلة دولية مدنية منذ الإنسحاب الأميركي

رحلة الخطوط الجوية القطرية تقلع من مطار كابل.. أول رحلة دولية مدنية منذ الإنسحاب الأميركي

الخطوط الجوية القطرية في مطار كابل - أ ف ب

بعد عشرة أيام من انتهاء عمليات الجسر الجوي، أقلعت الخميس طائرة للخطوط الجوية القطرية من مطار كابل، وهي أول رحلة دولية مدنية منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، الشهر الماضي.

وتأتي هذه الرحلة بعد أكثر من أسبوع على تعثر الجهود الدولية لإخلاء المزيد من الأجانب والأفغان العالقين إلى خارج أفغانستان.

وأشاد البعض برحيل الطائرة، وعلى متنها عشرات الأميركيين والكنديين والبريطانيين، في إشارة إلى أن أفغانستان التي تحكمها طالبان قد تكون مستعدة للتعامل مع العالم، بعد أن انتزعت السلطة الشهر الماضي، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وجاء إقلاع أول رحلة تجارية بعد يومين من إعلان طالبان حكومة انتقالية مؤلفة من رجال منتمين لعرق البشتون بالأساس، وتضم متشددين إسلاميين، وبعض المطلوبين لدى الولايات المتحدة بتهم إرهاب.

وتعليقا على إقلاع أول رحلة، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "تمكنا من تسيير أول رحلة ركاب قبل ساعة فحسب"، ووجه الشكر لحركة طالبان على المساعدة في معاودة فتح المطار.

فيما قال المبعوث القطري، مطلق بن ماجد القحطاني، في مؤتمر صحفي: "مطار كابل يعمل الآن".

مساعدات

كما اعتبر ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، أن استئناف الرحلات التجارية سيكون أمرا بالغ الأهمية لضمان استمرار تدفق المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى البلاد.

وفي هذا السياق، قالت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لأفغانستان ديبورا ليونز، الخميس، إن هناك حاجة ماسة لتدفق الأموال سريعا إلى هذا البلد "للحيلولة دون انهيار كامل للاقتصاد والنظام الاجتماعي".

وحذرت ليونز مجلس الأمن الدولي من أن تجميد الأرصدة الدولية الأفغانية وأموال المانحين سيشعل شرارة "انكماش اقتصادي حاد يمكن أن يلقي بملايين آخرين في هاوية الفقر والجوع".

وكانت الطائرة القطرية وصلت إلى كابل قادمة من الدوحة وعلى متنها 50 طنا من مساعدات الإغاثة بما في ذلك مواد غذائية، بحسب ما نقله تقرير نيويورك تايمز عن مسؤولين.

وبينما بدت الرحلة خطوة نحو حل المأزق الدبلوماسي الذي ترك عشرات الأميركيين وغيرهم من العمال الدوليين عالقين في أفغانستان، لم يكن من الواضح ما إذا كانت طالبان ستسمح لعشرات الآلاف من الأفغان الذين ساعدوا الحكومة الأميركية في السابق بالحصول على تأشيرات الولايات المتحدة الطارئة للمغادرة.

كما لم يتضح ما إذا كان أفغان ليس لديهم جوازات سفر من دول أخرى استقلوا تلك الرحلة.

من كان على متن الرحلة؟

لم يتضح على الفور عدد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة لكن لقطات أظهرت مجموعة من الرجال والنساء والأطفال يستقلون الطائرة، بعضهم من حاملي الجنسية المزدوجة وجوازات سفر من بريطانيا وإيطاليا وهولندا وأوكرانيا وكندا وألمانيا، بحسب تقرير نيويورك تايمز.

وبينما نقلت رويترز عن مصدر مطلع أن نحو 113 راكبا كانوا على متن الرحلة، من بينهم أميركيون وكنديون وأوكرانيون وألمان وبريطانيون، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلا عن دبلوماسيين في كابل، إنه صعد على متنها 211 ​​راكبا، من بينهم حوالي 30 أميركيا.

وأشار مصدر رويترز إلى أن الركاب نقلوا إلى مطار كابل في مجموعة سيارات قطرية بعد الموافقة على العبور الآمن. وفي الدوحة سيقيمون مبدئيا في مجمع يستضيف الأفغان، ومن تم إجلاؤهم من جنسيات أخرى.

وقال مسؤولون أجانب وطالبان إنه سيسمح للأفغان الذين يحملون جنسية مزدوجة بالمغادرة، لكن لم يتضح ما إذا كان أي منهم على متن الرحلة الأولى.

كما ظل من غير الواضح ما إذا كان سيُسمح برحلات الطيران من مطار مدينة مزار الشريف الشمالية، حيث ينتظر عشرات الأميركيين ومئات الأفغان لمغادرة البلاد.

وتقول نيويورك تايمز إن الرحلة كانت بمثابة أمل جديد للعالقين في البلاد الذين لم يتمكنوا من المغادرة ضمن عمليات الإجلاء بسبب الفوضى التي عمت الشوارع المحيطة في المطار، وبينهم صافي (42 عاما)، الذي قال للصحيفة: "نجيت من هجوم تنظيم داعش، واليوم استطعت السفر".

وفي نهاية أغسطس، أدى هجوم انتحاري على بوابات المطار إلى مقتل عشرات الأفغان و13 من أفراد الخدمة الأميركية.

وأضاف صافي: "المشهد هادئ نسبيا في المطار، يبدو أن السلطات تفي بوعودها هنا".

وبالنسبة لباقي الأميركيين العالقين في البلاد، نقل التقرير عن مسؤولين إنه "تم إخراج الأكثر إلحاحا للسفر، ولكن سيكون هناك فرص أخرى للمغادرة من أفغانستان".

وعلى الرغم من أن رحلات دولية وصلت إلى مطار كابل وأقلعت منه وعلى متنها مسؤولون وفنيون ومساعدات، إلا أن تلك هي أول رحلة مدنية منذ انتهاء عمليات إجلاء جوية شابها الفوضى أخرجت 124 ألفا إثر استيلاء طالبان على السلطة في 15 أغسطس لدى انسحاب القوات الأجنبية.

الحرة

يقرأون الآن