رغم انتقاداتها الرسمية للانسحاب الأميركي من أفغانستان بعد عقدين من هجمات 11 سبتمبر، تنظر الصين بقلق كبير لسيطرة حركة طالبان على أفغانستان، وتخشى بكين من القادم من الحركة على أمنها و استثماراتها في الدول المجاروة.
وينقل تقرير من موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أن بكين تتوقع أن تعبر الفوضى في أفغانستان الحدود وتصل إلى باكستان ما يهدد سلامة وأمن العمال الصينيين.
وينقل تقرير الموقع عن رجل أعمال صيني أن معظم التجار الصينيين في باكستان عادوا إلى الصين مؤخرا.
وتعد بلوشستان، وهو إقليم يقع في جنوب غرب آسيا ويمتد بين كل من إيران وباكستان وأفغانستان، معقلا لمختلف الجماعات المتطرفة والانفصالية، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية وجيش تحرير بلوشستان. كما أنه موطن لميناء جوادر في باكستان - وهو عنصر رئيسي في الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق الرئيسية في بكين.
وينقل التقرير أنه في الشهر الماضي، استهدف تفجير انتحاري مواطنين صينيين فى جوادر الباكستانية، وهو ما يخيف الصين.
وتخشى الصين أن سيطرة طالبان تهدد مصالحها الاقتصادية المتنامية في آسيا الوسطى.
ورغم أن بكين رحبت بتشكيل حكومة طالبان، إلا أنها تخشى من دعم الحركة لدعم أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ، ويشترك الإقليم بحدود مع أفغانستان.
ويحذر مراقبون، بحسب التقرير، أنه رغم جهود الصين، فقد تصبح القوى المتطرفة أكثر نشاطا مع سيطرة طالبان على السلطة في البلاد.
وينقل التقرير عن، يان وي، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة نورث ويست في الصين، أن سيطرة طالبان "ستعزز على الأرجح ثقة المتطرفين" بحسب تعبيره.
ويضيف الباحث، أن وصول طالبان إلى السلطة يشجع القوى المتطرفة في جنوب آسيا والشرق الأوسط.
ويشير "ساوث تشينا" إلى أن بكين رغم كل جهودها في توسيع طموحها الاستثماري، إلا أنها أحرزت تقدما ضئيلا فقط بسبب الوضع المتقلب وخوفها من أن يمتد عدم الاستقرار الأفغاني إلى شينجيانغ.
وانتقدت الصين مرارا ما تعتبره "انسحابا متسرعا وغير مخطط" للولايات المتحدة من أفغانستان، وقالت إنها مستعدة لتعميق العلاقات "الودية والتعاونية" مع طالبان بعد استيلائها على السلطة، غير أن تقارير تشير إلى أن مخاوفها تزداد مع بسط سيطرة الحركة على أفغانستان.
ودعت بكين مرارا حركة طالبان إلى ضمان الاستقرار في البلاد لمنعها من الانزلاق إلى بؤرة للإرهاب خصوصا وأن منطقة شينجيانغ الغربية الحساسة جدا في الصين، التي تضم حوالي 12 مليون من الإيغور، تشترك في حدود ضيقة مع أفغانستان يبلغ طولها 70 كلم.
ولا تزال سفارة الصين في كابل تعمل على الرغم من أن بكين بدأت إجلاء المواطنين الصينيين من البلاد منذ أشهر مع تدهور الوضع الأمني.
الحرة