أكد عدد من المسؤولين الدوليين والخبراء على أهمية تحقيق الوحدة الإفريقية والاستثمار في رأس المال البشري، بوصفه عاملا يحفز جهود الوحدة ويؤسس للاعتماد على الذات الإفريقية، في ظل نزوح الشباب الإفريقيين خارج القارة، منوهين بضرورة تعزيز مكانة قارة إفريقيا على المستوى الدولي.
جاء ذلك خلال اليوم الثاني من أعمال النسخة السادسة من منتدى الأمن العالمي المقام في الدوحة تحت شعار "المنافسة الاستراتيجية: التعقيدات الناتجة عن الاعتماد المتبادل"، بحضور عدد من كبار مسؤولي الأمن العالمي من مختلف أنحاء العالم.
وأكد موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أهمية دور الأمم المتحدة في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مشددا على الحاجة إلى المزيد من الوحدة على المستوى العالمي والإفريقي.
كما دعا إلى توحيد الجهود لتعزيز مكانة القارة الإفريقية، قائلا: "هناك حاجة لوجود جهود حقيقية كي نتوحد ونتحدث بصوت واحد من أجل تعزيز مكانة إفريقيا على الساحة الدولية".
بدوره، أكد السفير أحمد أبو بكر المدير العام لوكالة الاستخبارات الوطنية في نيجيريا على ضرورة تحقيق التوازن الدقيق والمطلوب للأمن في العالم والحفاظ على الزخم الحالي، مبينا أن هناك جهات فاعلة قديمة وجديدة وقوى كبرى ومتوسطة تلعب تدريجيا أدوارا أساسية في عملية تشكيل القضايا والأوضاع الأمنية العالمية والإقليمية، وفي مد نفوذها وتعزيز مصالحها الاستراتيجية في ربوع العالم أجمع، وذلك بتوظيف كافة عناصر القوة الوطنية.
في سياق آخر، أكد روبرت دوسي وزير خارجية جمهورية توغو، خلال جلسة نقاشية تحت عنوان "الخريطة الحالية للجغرافيا السياسية في إفريقيا"، أهمية مشاركة بلدان القارة الإفريقية في الحوار الداخلي من أجل إيجاد حلول مستدامة، قائلا: "القارة الإفريقية يجتاحها تغيير، فعندما يتم الحديث عن القضايا الجيوسياسية في العالم، وخاصة تلك التي ترتبط بإفريقيا، فعلينا أن نقول إن لدينا الآن قيادة جديدة في قارتنا".
من جانبه، تحدث روجر كارستنز المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن عن ملف الرهائن ومدى أهمية جمع المعلومات عنهم لمتابعة ظروفهم وأحوالهم أولا بأول، مستعرضا في هذا السياق أبرز ما قامت به الحكومة الأمريكية حيال هذا الملف.
ويتناول منتدى الأمن العالمي هذا العام موضوع المنافسة الاستراتيجية في ظل التعقيدات التي يفرضها الاعتماد المتبادل بين الدول، وذلك بمشاركة عدد من القادة الدوليين والخبراء الأمنيين وصانعي السياسات، لاستكشاف الديناميكيات المتشابكة للأمن العالمي ومعالجة التحديات المتعددة الأوجه لعالم شديد الترابط.
ويختتم منتدى الأمن العالمي أعماله اليوم الأربعاء، وستشهد نقاشات اليوم الثالث كلمة علي إحسان وزير الأمن الداخلي والتكنولوجيا بجمهورية المالديف، كما سيتضمن حوارات حول التداعيات الجيوسياسية للحرب في غزة، والتهديدات التي يتعرض لها الأمن البشري في الجنوب العالمي والتأثير الأمني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.