دولي

ماذا وراء دعوة سوناك لانتخابات مبكرة في بريطانيا؟

ماذا وراء دعوة سوناك لانتخابات مبكرة في بريطانيا؟

يثير إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، تنظيم الانتخابات العامة في تموز/يوليو المقبل، المزيد من التساؤلات، وفق مجلة "بوليتيكو" الأميركية، حيث خالف توقعات المراقبين التي كانت تشير إلى عقد الانتخابات في أكتوبر أو نوفمبر من العام الجاري.

وأعلن سوناك (44 عاما)، الأربعاء، تنظيم الانتخابات التشريعية في 4 تموز/يوليو، حيث سيكون أول اقتراع يخوضه منذ توليه منصبه في أكتوبر 2022 خلفا لليز تراس.

وحسب "بوليتيكو"، فإن إعلان سوناك تبكير الانتخابات جاء مدفوعا بـ"بوادر تحسن الاقتصاد ونجاحه في تمرير خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا"، إذ "كلها أمور إيجابية جعلته يشعر أنه إذا انتظر أكثر من ذلك، فإن الأوضاع قد تسوء".

ومع ذلك، فإن القرار كان بمثابة "مفاجأة في معظم أنحاء البلاد بشكل عام، حيث كان من المفترض أن يظل رئيس الوزراء في منصبه حتى الخريف المقبل، مما سيمنحه بعض الراحة في حال خسارته، إذ سيكون قد قضى عامين كاملين في منصبه"، وفق المجلة.

ومؤخرا، أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية أن التضخم وصل أخيرا إلى الهدف البالغ 2 بالمئة، مع إشادة المسؤولين بالنمو الاقتصادي، مما يعني أن المحافظين يمكنهم الآن خوض الانتخابات "وهم يشيرون إلى استقرار أسعار المواد الغذائية وفواتير الطاقة"، وفق المجلة.

وتقول المجلة: "مع تمرير خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا، فإن ذلك أيضا قد يجنب سوناك الإحراج المتوقع من زيادة محتملة لعبور قوارب الهجرة في وقت لاحق هذا الصيف".

"محفوفة بالمخاطر"

وتشير "بوليتيكو" إلى أن استراتيجية سوناك بشأن الانتخابات "قد تكون محفوفة بالمخاطر"، حيث يتخلف حزب المحافظين بفارق 20 نقطة عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي.

ووفق بيانات استطلاعات الرأي التي نشرتها "بوليتيكو"، يؤيد 44 بالمئة من الناخبين في المملكة المتحدة حزب العمال، فيما تصل نسبة التأييد لحزب المحافظين لنحو 23 بالمئة حتى أيار/مايو الجاري.

لكن مع وجود "عنصر المفاجأة"، وهو إحدى المزايا الرئيسة المتبقية للحكومة التي تواجه "انتخابات صعبة"، حسب المجلة، فإن سوناك "قرر المقامرة استنادا إلى أن التوقعات لن تكون أفضل من مواجهة الناخبين".

وبحسب "بوليتيكو"، يمكن أن يُنظر إلى إجراء الانتخابات المبكرة على أنها "عمل جريء غير متوقع من قبل رئيس الوزراء"، إذ حاول الفترة الماضية "التشبث بالأمل في حدوث شيء ما لإنقاذه من الهزيمة الانتخابية التي تتنبأ بها استطلاعات الرأي طوال فترة وجوده في الحكومة تقريبا".

ومع ذلك، يمكن اعتبار هذا القرار إشارة على "واقعية سوناك"، إذ بدا أنه "لا جدوى من تعليق آماله على احتمالات حدوث أمور إيجابية قد تنقذه"، وفق "بوليتيكو".


يقرأون الآن