أكدت صحيفة لومونود الفرنسية، أن قطر حاضرة في كل مكان في حل الأزمة الأفغاني حيث لعبت دورًا رئيسيًا سواء في عملية إجلاء الأشخاص أو في المفاوضات والاتصال مع حكومة كابول الجديدة إلى جانب جهودها المبذولة لاحتواء الأزمة الإنسانية التي تداهم الشعب الأفغاني.
وقالت الصحيفة إن مجموعة الأفغان الفرنسيين الذين تمكنوا من السفر من كابول يوم الجمعة، 10 سبتمبر، مدينون بالحرية الجديدة لدولة قطر، بعد أن أعادت الدوحة فتح المطار، وتمكنت في وقت قياسي من تأهيل صالة الركاب التي دمرت في أغسطس. وتوجه على متن طائرة من طراز بوينج تابعة للخطوط القطرية، 49 شخصًا من مزدوجي الجنسية وأفراد عائلاتهم - من إجمالي 158 راكبًا - هبطوا في الدوحة، قبل التوجه مرة أخرى إلى باريس.
بدوره قال موقع ميدل إيست أي البريطاني إن قطر أصبحت الوسيط بين الولايات المتحدة وطالبان. وتصدرت جهودها عناوين الصحف بصفتها محاوراً له تاريخ من الوساطة في عدد من الأزمات في لبنان واليمن والسودان.
شراكة قوية
وقالت الصحيفة إنه من بين 124 ألف أفغاني وأجنبي فروا من كابول منذ سقوط نظام الرئيس أشرف غني في منتصف أغسطس - نصفهم عبر الأراضي القطرية، وتم فحصهم من كورونا وإيواؤهم وتوفير الغذاء والعلاج لهم على نفقة الدوحة. وفتحت قطر حدودها لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. واستخدمت المجمعات التي تم بناؤها لمونديال كرة القدم 2022.
كما اصطحب السفير القطري في كابول شخصيا، العديد من رعايا الولايات المتحدة إلى المطار.
وأبرز التقرير، أنه تقديراً لما قامت به قطر، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رفقة وزير الدفاع لويد أوستن بزيارة الدوحة، ليعلن رسميا أن “الرجال والنساء والأطفال الذين مروا من هذا الطريق لن ينسوا ما فعلته قطر في هذا الوقت الخطير من حياتهم، ونحن أيضا لن ننسى ذلك”، مؤكدا أن “الشراكة بين الولايات المتحدة وقطر لم تصل إلى هذه الدرجة من المتانة قط”.
وقال في هذا الصدد، سلطان بركات مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في الدوحة: إن "طالبان تأثرت بالتواصل مع بقية العالم منذ استقرت في الدوحة"، خاصة أن قطر ليست لديها مصالح في أفغانستان خلافا لدول أخرى، وبالتالي لم تسع للتأثير على المفاوضات، وخلقت مساحة مواتية للحوار".
واختتم الكاتب بأن قناة الاتصال القطرية مع طالبان أصبحت موضع تقدير، وبدأ ينظر إلى قدرة قطر على التحدث مع الحركات الإسلامية والمستشارين الغربيين في الوقت نفسه على أنها ميزة سياسية بعد أن كان يشار إليها على أنها "لعبة مزدوجة" من قبل منتقدي الدوحة.
صدارة العناوين
بدوره قال موقع ميدل إيست أي البريطاني إن قطر أصبحت الوسيط الذي لا غنى عنه بين الولايات المتحدة وطالبان، حيث تصدرت الدوحة عناوين الصحف بصفتها محاوراً فاعلا في الملف الأفغاني، وبالفعل لدى الدوحة تاريخ من الوساطة في عدد من الأزمات في لبنان واليمن والسودان وغيرها. وهو دور طورته قطر إقليمياً ولمع نجمها في الجانب تقديم المساعدة في الأزمات الدولية وهو هدف من أهداف السياسة الخارجية.
وحسب التقرير، فإن هدف قطر كان تحقيق المصالحة في أفغانستان من خلال تسهيل المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان. كما أوضحت طالبان بشكل علني وسري أنها لن تعمل إلا من خلال القنوات القطرية. كما برز دور الدبلوماسية القطرية بعد انتقال الولايات المتحدة والعديد من السفارات الأفغانية الأوروبية إلى الدوحة، الى جانب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن الذي مدح جهود قطر ودورها المستمر كقناة للتواصل وهو إنجاز كبير في العلاقات السياسية.
وبعيدًا عن العناوين الرئيسية، فإن النوايا الحسنة التي يعززها دور قطر في أفغانستان ستعني أن الباب أمام الاستثمارات الغربية المربحة - وربما في أفغانستان - يظل مفتوحًا على مصراعيه. ولعل الأهم من ذلك، أن هناك شعورًا بأن قطر ستكون أكثر أمانًا في أي أزمة مستقبلية لأنها تتمتع الآن بعلاقات هامة مع القوى الكبرى.
الشرق القطرية