دولي

ضرب روسيا بأسلحة "الناتو".. هل يؤدّي لحرب شاملة؟

ضرب روسيا بأسلحة

يتزايد التأييد داخل حلف شمال الأطلسي لاستخدام أسلحة ‏غربية لضرب أهداف داخل روسيا، في وقت قلل الأمين العام ‏للحلف ينس ستولتنبرغ، من أهمية تهديدات الكرملين حال ‏استهدفت تلك الأسلحة عمق أراضيه، وتحذيراته المتكررة من ‏نشوب حرب شاملة جراء هذا التصعيد.‏

وأعلنت برلين أنها أجازت لأوكرانيا استخدام أسلحة زودتها ‏بها ألمانيا، غداة كشف مسؤولين أميركيين أن واشنطن رفعت ‏جزئياً قيوداً مماثلة، ما يسمح لأوكرانيا بالدفاع عن منطقة ‏خاركيف.‏

وقال شتيفن هيبستريت، المتحدث باسم المستشار أولاف ‏شولتس، في بيان، إن كييف لديها "الحق في الدفاع عن نفسها ‏بموجب القانون الدولي"، ضد الهجمات من مناطق داخل ‏روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا.‏

أضاف "ولهذه الغاية، يمكنها أيضاً استخدام الأسلحة التي ‏زُودت بها لهذا الغرض، بما في ذلك الأسلحة التي زودناها ‏نحن بها".‏

ولطالما عارضت الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستخدام ‏أسلحة أمريكية بعيدة المدى لمهاجمة أراضٍ روسية خشية أن ‏يجرّ ذلك حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة مباشرة مع ‏موسكو.‏

وقال الكرملين، الخميس، إن "الدول الأعضاء في الناتو، ‏تخوض منذ الأيام والأسابيع القليلة الماضية، جولة جديدة من ‏تصعيد التوتر".‏

غير أن ستولتنبرغ ردّ في تصريحات للصحفيين خلال اجتماع ‏لوزراء خارجية دول الحلف في براغ أن "هذا جزء من جهود ‏الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين وموسكو لمنع أعضاء ‏الناتو من دعم أوكرانيا للدفاع عن أنفسهم".‏

وشدد على أنه "يحق لأوكرانيا الدفاع عن نفسها ولدينا الحق ‏في مساعدة أوكرانيا"، غير أن بعض دول الحلف تعارض ‏ذلك القرار.‏

وقال وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، إن "بالنسبة ‏إلى إيطاليا، من المستحيل استخدام أسلحتنا خارج أوكرانيا"، ‏وأضاف "لا نقاتل ضد روسيا، إننا ندافع عن أوكرانيا، والأمر ‏مختلف".‏

‏"وقف الجنون"‏

والخميس، قال مسؤول أمريكي إن الرئيس جو بايدن "كلّف ‏فريقه التأكّد من قدرة أوكرانيا على استخدام أسلحة أميركية ‏لشنّ هجوم مضادّ في منطقة خاركيف، للردّ عندما تهاجمها ‏القوات الروسية، أو تستعدّ لمهاجمتها".‏

وأضاف المسؤول إن صواريخ أتاكمس التي يمكن أن تضرب ‏أهدافاً في عمق روسيا لا تزال محظورة.‏

وأكد مسؤول أميركي آخر هذا التبدل في السياسة الذي جاء ‏بعد أسابيع من محادثات لم يكشف عنها بين البيت الأبيض، ‏وكبار المسؤولين العسكريين، ووزارة الخارجية الأمريكية.‏

لكن الكرملين أكد، الجمعة، أن القوات الأوكرانية سبق ‏واستهدفت روسيا بأسلحة أمريكية.‏

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحفيين ‏‏"نعرف أنه بالمجمل، تستخدم أسلحة أمريكية الصنع في ‏محاولات شن هجمات على الأراضي الروسية، وهذا دليل ‏واضح على حجم انخراط الولايات المتحدة في هذا النزاع".‏

حرب شاملة

فيما قال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ‏والرئيس الروسي السابق، الجمعة، إن موسكو لم تكن تطلق ‏تهديداً أجوف عندما تحدثت عن إمكانية استخدام أسلحة نووية ‏تكتيكية ضد أوكرانيا، وحذر من أن الصراع بين روسيا ‏والغرب قد يتصاعد إلى حرب شاملة.‏

وأضاف ميدفيديف، أن صراع موسكو مع الغرب يتفاقم حسب ‏أسوأ السيناريوهات المتوقعة، وأنه "لا يمكن لأحد أن يستبعد ‏في الوقت الراهن بلوغ الصراع آخر مراحله".‏

وتابع "تعتبر روسيا أن جميع الأسلحة بعيدة المدى التي ‏تستخدمها أوكرانيا تخضع بالفعل لسيطرة مباشرة من قبل ‏قوات الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي". وأضاف "كل ‏هذه الأفعال كفيلة بأن تصبح ذريعة للحرب".‏

وعقد الرئيس الأمريكي اجتماعاً مع وزير خارجيته الذي زار ‏كييف في وقت سابق من مايو/أيار، قبل أن يثبت في الأيام ‏الماضية، قراره الذي بقي سرياً إلى أن أصبح نافذاً، الخميس.‏

ونسب مسؤولون أمريكيون التبدل في الموقف الأمريكي إلى ‏القصف الروسي اليومي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في ‏أوكرانيا.‏

وفي أحدث تلك الضربات على المدينة قُتل خمسة أشخاص، ‏وجُرح ‏‎23‎‏ آخرون، بينهم طفلان، بحسب مسؤولين حذروا ‏أيضاً من احتمال أن يكون مزيد من الأهالي عالقين تحت ‏الركام.‏

وقال الحاكم الإقليمي إيغور سينيغوبوف إن "عملية البحث ‏والإنقاذ تتواصل، جميع الخدمات تنشط في المكان".‏

بدوره أكد رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف عدم تواجد ‏‏"أي عسكري، ولا أي هدف عسكري على الإطلاق".‏

وكثف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساعيه لدى ‏حلفائه الغربين لإرسال مزيد من أسلحة الدفاع الجوي.‏

وقال على وسائل التواصل الاجتماعي خلال زيارة للسويد، ‏الجمعة "تتمثّل أولوياتنا في ضمان المزيد من أنظمة الدفاع ‏الجوي لأوكرانيا، ومشاريع صناعات دفاعية مشتركة وأسلحة ‏لمقاتلينا، إضافة إلى جهود عالمية لإجبار روسيا على السلام".‏

كما اتهم روسيا بالإعداد لـ"استفزازات" عند حدود دول ‏البلطيق، وقال "فقط بالعمل سوياً يمكننا وقف الجنون من ‏جانب موسكو".‏

يقرأون الآن