يعد "الكريستال" احد اخطر أنواع "الإمفيتامين" على الاطلاق، لإطلاقه عنان الجانب الحيواني في الانسان وسيطرته بشكل كامل على الجانب البشري، ويعرف على انه محفز قوي للجهاز العصبي المركزي يسبب زيادة في أنواع معينة من أنشطة الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالطاقة والتركيز والثقة، حيث يتم استخدامه لعلاج بعض الحالات الطبية، كما يسبب الإمفيتامين الاعتياد على تناوله والإدمان بشكل كبير.
أسباب التعاطي
وبحسب "متعاطٍ" تحدث الى "بغداد اليوم"، فإن المادة تعمل على إعطاء جرعة قوية من الجرأة وعدم المبالاة والتحدي تجعل من متعاطيها "معدوم الإحساس والشعور"، فهي تعطي اثارة غير مسبوقة وتجربة فريدة في المرة الأولى، لذلك يرجع اليها اغلب المجربون.
ووفقا لمختصين، فإن من يقدم على التجربة والاستمرار على تعاطي الكريستال، هم من أصحاب الشخصيات الخجولة الذين يتعرضون للتنمر من المجتمع والمقربين، وهناك نوع اخر من المتعاطين يتمثل بأصحاب الشاحنات الكبيرة الذين يقطعون مسافات طويلة تعد بالأيام لما تعطيه هذه الحبوب من تركيز وقابلية عدم النوم لعدة ليال، كما أنه منتشر بين الرجال والنساء الذين يعملون اعمالا هامشية لشعورهم بالدونية والنقص، إضافة الى من يعملون في الاعمال المرفوضة مجتمعيا كالنوادي الليلية والبارات.
وأجرت احدى الجامعات العراقية بحثا، اكدت فيه أن اهم أسباب التعاطي هو حالة الانفلات الأمني الذي شهده العراق عام 2005 والتي كانت محطة الانطلاقة لتفاقم وتنامي ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات في البلاد.
وهناك عوامل اقتصادية مثل البطالة المنتشرة بين الشباب والضغوطات النفسية والاجتماعية بعدم قدرة الشباب على تأدية واجباته، إضافة الى سهولة الحصول على المخدرات.
كما يعد التجريب وحب الاستطلاع التي تأتي في مرحلة المراهقة من الأسباب الرئيسية مع إحساس الاغتراب عن المجتمع وشعوره بعدم توفير بلده لاختصاصه وتوفير فرص العمل له فيشعر بالنبذ والمقارنة مع اقرانه ممن له فرص للعمل.
أيضا هناك عوامل اجتماعية أهمها رفقاء السوء واختلاف أساليب التربية في المجتمع، والخلافات الاسرية، والتفرقة بين الأبناء، وتأثير الحي السكني والتقليد والمحاكاة.
ومن الجدير بالذكر، وسائل الاعلام وسوء استخدام أوقات الفراغ خاصة في العطل الصيفية الطويلة.
مصادر المادة المخدرة
يقول احد المتعاطين، انه كان يشتري الكريستال من "منتسب أمني" تارة ومن "امرأة" تجلس امام بيتها تارة أخرى في احدى ضواحي بغداد، او عبر "الواتساب"، ليحس بالجرأة والتخلص من شعور الإحباط واليأس المتكرر من الفشل الذي يٌعيَر به من قبل اخوته الذين تخلوا عنه وتركوه وحيدا بعد ان مات والداه.
وفي تقرير لصحيفة واشطن بوست الأمريكية، اكد ان انتشارا كبيرا لمادة الكريستال المخدرة في العراق، مصدرها يأتي من أفغانستان وايران، وتحدث عن ضعف واضح في وسائل علاج المدمنين.
وأشار، إلى أن العراق يعيش حالياً آلام وباء الإدمان، الى المخدرات التي تغزو البلاد الان، علاوة على الفقر جراء حروب والإهمال الحكومي.
ونوه، إلى أن المصادر الرئيسة للمخدرات تأتي من جبال أفغانستان ذات الجو البارد ومختبرات إيرانية سرية حيث أدت تجهيزات وتقنيات حديثة الى انتعاش هذه التجارة.
وأفاد، بأن مسؤولين وخبراء اقليميين قالوا إن كميات مخدرات الكريستال القادمة من أفغانستان وإيران التي تم وضع اليد عليها في السنوات الأخيرة عبر منطقة الشرق الأوسط قد ازدادت على نحو كبير، حيث سلكت نفس طرق تجارة تهريب الهيروين والأفيون.
ويواصل، استنادا لمسؤولين عراقيين في الامن والحدود والقضاء فان تجارة المخدرات محمية من قبل مجاميع مسلحة متنفذة وقسم منها مرتبط بإيران، وكذلك بشبكة مجاميع عشائرية ومسؤولين فاسدين.
آثار الكريستال
أكد مصدر أمني، اقدام اب على قتل ابنته بسلاح نوع مسدس تولد 2006 ضمن احدى قطاعات مدينة الصدر بعدها لاذ بالفرار، وبحسب المعلومات الأولية الواردة ان الحادث بحجة "غسل عار".
صور قبيحة وبشعة كثيرة تغمر المجتمع العراقي من هذا النوع، نتيجة انتشار التعاطي والمتعاطين، حتى انه في احد احياء بغداد الشعبية، ذكرت احدى النساء ان في الفرع الذي تعيش فيه يوجد 10 منازل على الأقل ابناهم يتعاطون.
وبحسب دراسة، فأن تدفق المخدرات يزداد على نحو يصفه نشطاء مجتمع مدني ومسؤولين في الصحة بانها ازمة يأس متفاقمة بين شباب العراق لها اثار عقلية تسبب انخفاضا بمستوى الوعي واضطرابات في التفكير والكلام.
كما تسبب، اضطرابا في الادراك الحسي واضطراب الذاكرة الحسي وعدم تذكر الاحداث والذكريات والتهاب العصب البصري الذي يؤدي الى العمى وتأثير على الشخصية لتتحول الى الاكتئاب وتعكر المزاج والعصبية والعزلة والتكاسل.
ومن الاثار الاجتماعية، البطالة بعد انخفاض المستوى الدراسي او اليد العاملة وعدم القدرة على التحكم بالمواقف، والخلافات العائلية التي تلقي بضلالها على الأطفال وتربيتهم.