توصل سكان ولاية خنشلة الجزائرية إلى حل لغز "الساحرة" المزعومة التي تسطو على البيوت من خلال تنويم سكانها، بعد قبض القوات الأمنية عليها.
فقد عاشت ولايات الشرق الجزائري خلال أشهر على وقع أخبار عمليات السرقة المتتالية التي تعرض لها أشخاص بطريقة غامضة.
وفي التفاصيل، كانت السارقة وهي سيدة أربعينية تطرق بيت الواحد منهم، وتصيغ رواية من أجل الدخول قبل أن تمارس طقوساً تدخل سكانها في تنويم، لا يستطيعون معه إدراك ما يدور حولهم، وفق شهادات الضحايا.
فيما نشر العديد من الأشخاص، من مناطق مختلفة ومتباعدة بمئات الكيلومترات، قصصهم مع المعنية، وكيف أنها استطاعت أن تسيطر على عقولهم بطريقة قالوا إنها لا يمكن أن تكون عادية.
ووصف آخرون ذلك بأنه أقرب إلى السحر منه إلى الاستغفال، إذ قالت إحداهن في منشور ".. والدتي كانت متواجدة لوحدها في البيت العائلي، قبل أن تطرق سيدة الباب، وتدعي أنها تبحث عن قطعة خبز لتسد جوعها، لكنها راحت تحضنها وتتباكى وتكون عندها قد نفذت حيلها".
وتابعت "وعند دخول والدتي للمطبخ، لم تستطع العودة إلى الباب الخارجي كأنما كانت في كل مرة تنسى شيئا ما، فيما كانت الزائرة قد دخلت غرف المنزل وسرقت مجوهرات وأموال، ولا أحد تفطن للأمر إلى غاية اليوم الموالي".
الضحية لم تكن الوحيدة التي وقعت في فخ السيدة التي اتفق عديدون على أوصافها، مثلما روى كل منهم قصته معها، وبنفس الطريقة ولمدة أشهر عديدة تمكنت من السطو على أكثر من منزل.
وأحدثت قصة "الساحرة" المزعومة الرعب بين سكان الولايات الشرقية في الجزائر، إلى درجة أن الكثيرين غيروا من عاداتهم مع الغرباء، بالتفكير مطولا قبل فتح الباب، فيما قرر آخرون الامتناع كليا عن استقبال أي غريب.
وجاء خبر اعتقالها الجمعة ليريح سكان المنطقة، ففي بيان لقوات الأمن، كشف فيها أن المعنية "تبلغ من العمر 40 سنة، قبض عليها بتهمة النصب والاحتيال عن طريق السحر والشعوذة، بعدما تم استقبال شكوى من الضحايا مفادها تعرضهم لسرقة مجوهرات ومبلغ مالي من المنزل العائلي باستخدام طقوس السحر والشعوذة التي تمارسها المشتكى منها."
عقب استيفاء الإجراءات القانونية تم تفتيش المنزل العائلي للمشتبه فيها المنحدرة من ولاية مجاورة، حيث عثر على المسروقات ومستلزمات وطلاسم وقصاصات مكتوب عليها تمائم تستخدم لهذا الغرض.