كشفت الزوجة الأولى للزعيم الأسبق لتنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي، عن أسرار غير مسبوقة في حياته، والتي عايشتها قبل مقتله، عندما كان يسيطر على مناطق في سوريا، والعراق.
كما أفصحت عن تفاصيل زواجه من موظفة الإغاثة الأميركية المختطفة كايلا، والتي تفاجأت بوجودها معها في مخبأ آمن بالرّقة السورية.
وقالت "أم حذيفة" في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، من داخل أحد السجون العراقية، إنها كانت تعيش مع البغدادي عام 2014 في مدينة الرقة السورية، لكنه اعتاد التخفي في أماكن عدة، هرباً من الاستهداف الأمني.
مفاجأة صادمة
وروت أرملة البغدادي أنه كان لديها جهاز تلفزيون في المنزل، وكانت تشاهده سراً، عندما يكون غائباً، وأنه ظل معتقداً أن الجهاز لا يعمل، بعد عيشها في عزلة لسنوات، بعيداً عن مشاهدة التلفزيون، أو أي وسائل تكنولوجية أخرى، كالهاتف المحمول.
وأوضحت أنه في أحد الأيام أرسل حارسين لاصطحاب اثنين من أبنائه، واعتقدت أنه في مكان آخر بالرقة، لكن عندما فتحت التلفزيون تفاجأت بخطبة له في جامع النوري بمدينة الموصل العراقية، في أول ظهور علني له، وكان الطفلان معه.
ولدت أم حذيفة عام 1976 لعائلة عراقية، وتزوجت عام 1999 من إبراهيم عوض البدري، الذي عُرف فيما بعد بالاسم المستعار أبوبكر البغدادي، بعدما أنهى دراسة الشريعة في جامعة بغداد، وتقول أرملته إنه كان في ذلك الوقت "متديناً، لكنه لم يكن متطرفاً. وكان محافظاً، لكنه كان منفتحاً".
اعتداء في المعتقل
وكشفت زوجة "زعيم داعش" الأسبق، أنه في عام 2004، بعد عام من غزو العراق، اعتقلت القوات الأميركية البغدادي واحتجزته في مركز اعتقال في معسكر بوكر، في الجنوب لمدة عام تقريباً، برفقة عدة رجال آخرين أصبحوا فيما بعد أعضاء بارزين في التنظيم. وفي السنوات التي تلت إطلاق سراحه، قال إنه تغيّر، موضحة: "أصبح سريع الغضب، وكانت تنتابه نوبات غضب".
وأضافت: "بدأ يعاني مشكلات نفسية". وعندما سألته عن السبب، قال لها إنه "تعرض لشيء لا يمكن فهمه".
وتعتقد أنه "تعرض للاعتداء أثناء احتجازه"، على الرغم من أنه لم يقل ذلك صراحة.
وأوضحت الأرملة أنه كان لديهما هويات مزيفة، وعندما تزوجت البغدادي من زوجة ثانية طلبت الطلاق، لكنها لم توافق على شرط زوجها بأن تتخلى عن أطفالهما، فبقيت معه. ومع انتقالهما إلى سوريا بدأ يرتدي الزي الأفغاني، وأطلق لحيته، وحمل مسدساً. وقالت أم حذيفة إنها جادلت زوجها، واتهمته بأنه "لطخ يديه بدماء هؤلاء الأبرياء".
ووصفت كيف كان يتواصل زوجها مع قادة التنظيم عبر جهاز اللابتوب الخاص به. وقالت: "حاولت فتحه لمعرفة ما كان يحدث، لكنني كنت أمية تكنولوجياً، وكان يُطلب مني دائماً رمز المرور".
الزواج من كايلا الأميركية
وتقول أم حذيفة، إنه تم إحضار فتاتين مختطفتين لمنزلها، ثم في عام 2015، وعندما كانت في مخبأ آمن في الرقة سمعت صوتاً في الطابق العلوي، فذهبت للتحقق من الأمر. وفي غرفة النوم، وجدت موظفة الإغاثة الأميركية المختطفة، كايلا مولر، التي احتُجزت رهينة لمدة 18 شهراً، وتوفيت أثناء احتجازها.
وقالت أم حذيفة إن كايلا "بدت سعيدة.. وقالت لي إنها زوجة الشيخ، وأدركت أنها تقصد زوجي". وأضافت إن كايلا تحدثت عنه "بمحبة"، ما جعلها تشعر بالغيرة والغضب، في وقت كانت تكافح فيه لإنقاذ ابنتها المريضة، نسيبة، التي توفيت فيما بعد.
الغريب أن والدة كايلا مارشا، قالت إن روايات زميلاتها السجينات أظهرت أنها "لم تتزوج من ذلك الرجل، بل أخذها البغدادي بالقوة واستغلها، وكانت تعود من غرفته باكية".
ولا تزال الظروف المحيطة بوفاة كايلا غير معروفة. فحينها ادعى "داعش" أنها قُتلت في غارة جوية، لكن واشنطن أنكرت ذلك، فيما أكد مصدر أمني عراقي مقتلها على يد تنظيم "داعش".
ملابسات مقتله
وفي عام 2019، داهمت القوات الأميركية مخبأ البغدادي مع بعض أفراد عائلته شمال غربي سوريا. وفجر البغدادي سترة ناسفة عندما حوصر في نفق، قاتلاً نفسه وطفليه، بينما قتُلت اثنتان من زوجاته الأربع في تبادل لإطلاق النار.
ولم تكن أم حذيفة هناك، فقد كانت تعيش في تركيا تحت اسم مستعار، حيث قبض عليها عام 2018. وأُعيدت إلى العراق في شباط/فبراير من العام نفسه، حيث أودعت منذ ذلك الحين في السجن، بينما تحقق السلطات في الدور الذي لعبته في أنشطة التنظيم.
وتعيش ابنتها الكبرى أميمة في السجن معها. في حين تمكث فاطمة، التي تبلغ 12 عاماً، في مركز احتجاز لصغار السن. وقُتل أحد أبنائها في غارة جوية قرب حمص، وقتل ابن آخر رفقة والده في النفق. أما الأصغر فأودع داراً للأيتام.