عاد سجن الجزيرة الخضراء في قادس الإسبانية إلى دائرة الأضواء مجددًا بسبب عمليات تهريب المخدرات المتكررة إلى داخله، باستخدام درونات مصنعة سريًّا وبطريقة يدوية.
ففي واقعة حديثة، لاحظ مسؤولو السجن الذي يعد أحد أخطر سجون البلاد، ضجة غير عادية ناجمة عن طائرة بدون طيار تتجول بحرية داخل السجن وتتوقف أمام إحدى النوافذ، حيث جرى إسقاطها وتفتيشها، فتم العثور على 100 غرام من الحشيش وثلاثة هواتف محمولة مع كابلات شحن كانت موجهة إلى سجين مغربي.
وكشفت صحيفة "أوك دياريو" الإسبانية، أن عملية التهريب يقف وراءها أتباع بارون مخدرات مغربي يقبع داخل السجن، وله تاريخ إجرامي طويل محكوم عليه بأكثر من 14 عامًا، إذ كشفت التحقيقات أن هذه "الدرونات" تعود لشبكة خطرة مختصة في تزويد السجناء بالمخدرات وأدوات الإتصال.
وفي أعقاب ذلك، أكدت الصحيفة أن المصالح الأمنية الإسبانية أطلقت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الأفراد المرتبطين بتهريب المخدرات، معظمهم مغاربة يحملون جنسية مزدوجة، إذ قادها ذلك إلى تفكيك شبكة لصنع الطائرات بدون طيار في معامل سرية بمدينة مليلية.
وقادت حملة التحقيقات إلى مداهمة مصانع سرية تابعة لمافيا دولية تعمل على تعديل الطائرات بدون طيار ومحركات الزوارق الترفيهية وتوجيهها نحو التهريب الدولي للمخدرات بين المغرب وإسبانيا، كما جرى حجز أسلحة نارية، وأجهزة حديثة للإتصالات عبر الأقمار الصناعية.
وأكد المصدر ذاته أن تقارير أمنية إسبانية أشارت إلى استثمار المهربين لمبالغ ضخمة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لزيادة نسب نجاح عمليات تهريب المخدرات إلى أوروبا، مستغلين إسبانيا كنقطة دخول رئيسية.
كما أشارت تقارير صحافية محلية مغربية إلى أن السلطات قامت بتركيب رادارات متطورة لرصد الدرونات المحلقة على علو منخفض لمكافحة تهريب المخدرات المتزايد عبر الحدود.