عندما كانت مدونة السفر الأميركية ستيفاني ميشود، تبحث عن الأماكن التي توّد زيارتها في آيسلندا، صادفت صدع "سيلفرا" في حديقة "ثينغفيلير" الوطنية، ولم ترغب أن تُضيّع فرصة استكشافه.
يقدم هذا الموقع مغامرة غير عادّية تجمع بين العجائب الجيولوجية، والسحر تحت الماء، والوعي البيئي.
وقالت ميشود في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنه "المكان الوحيد بالعالم الذي يمكن الغوص فيه مباشرة بين صفيحتين تكتونيتين".
كيف تشكّل؟
يُعدّ صدع "سيلفرا"، الواقع بين الصفيحتين التكتونيتين الأميركية الشمالية والأوراسية، أحد أفضل 5 مواقع للغوص في العالم، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني "Guide to Iceland".
وهناك، تلتقي القارّتان وتتباعدان بمعدل 2 سنتيمتر سنويًا.
وأوضح الموقع الإلكتروني لـ"اتحاد مدرّبي الغوص المحترفين"، وهو يُعرف أيضًا بـ"PADI"، أن الصدع تشكّل في عام 1789 نتيجة الزلازل المصاحبة للانجراف التكتوني المتباين.
فتحت الزلازل حينها العديد من الشقوق في منطقة "ثينغفيلير"، لكن شق "سيلفرا" قطع نبعًا تحت الأرض مملوءًا بالمياه الجليدية الذائبة من نهر "لانغيوكول" الجليدي القريب.
يتم ترشيح المياه من خلال الحمم البركانية المسامية تحت الأرض لمدة تتراوح بين 30 و100 عام، قبل الوصول إلى النبع المُغذّي لصدع "سيلفرا".
هل تستطيع شربها؟
شجّع المرشدون السياحيون مدونة السفر الأميركية بخلع قناع الغوص وتجربة المياه الفيروزية اللون، إذ قالت: "نقاء المياه مذهل تمامًا، ويمكن أن تمتد الرؤية إلى أكثر من 330 قدمًا"، موضحة أن تجربة استكشاف الصدع الآيسلندي مختلفة عن أيّ تجربة أخرى قامت بها.
حازت المشاهد أعلاه على إعجاب العديد من متابعي مدونة السفر الأميركية عبر منصة "إنستغرام". كما تفاجأ كثيرون بوجود مثل هذا الموقع، ما دفع بعضهم لإضافته إلى قائمة الأماكن التي يريدون زيارتها.
وقد يكون المكان مخيفًا قليلًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من رُهاب الأماكن المغلقة. لذلك، تنصح ميشود جميع الأشخاص بالاستعداد نفسيًا، لأن فكرة الغوص قد تكون غير مريحة في البداية، لكنها تستحق التجربة.