المُوسيقى هي اللغة العالميّة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس؛ وتعود كلمة المُوسيقى "Music" في أصلها إلى الإغريقيين؛ حيث كانت هذه الكلمة تُطلَق على كامل الفُنون والمعارف، إلّا أنّها اتّخذت هذا المعنى المتخصص بعد ذلك. والمُوسيقى هي لغة تواصل للقلوب وتَحمل في لحظات صمتها أرقّ المعاني، ومن هنا كانت قُدرة المُوسيقى العجيبة على تعديل المزاج.
المُوسيقى هي فن ترتيب الأصوات عبر فترات زمنية من خلال عناصر متعددة: اللحن، والانسجام والإيقاع والجرس، وتتنوع مصادر المُوسيقى، فمن الطبيعة البديعة تتكون الأصوات كالإنسان، والحيوانات والطيور، وأكثر الأصوات إبداعًا هو غناء الإنسان؛ لأنّه يستطيع ترتيب صوته وتطويعه كيفما يريد. فلكلّ إنسان طبقة ولون صوتي خاص به، وهناك من يمتلك الصوت الرقيق والناعم، ومن يمتلك الصوت الخشن القوي، وغيرهم يمتلك الصوت الحنون.
الغناء هو إنتاج بشري بتواجد الثلاث عناصر التالية: المُوسيقى والكلمة والصوت؛ ويمكن تأدية الغناء بشكلٍ منفرد أو بشكلٍ جماعي والذي يُعرف باسم "الجوقة أو الكورال"، وقد يكون أداء صوتي مُنَغَّم بدون وجود أي آلة موسيقية. ومن أجزاء الجسم الهامة التي تتحكم في خروج الصوت هي الأحبال الصوتية وما يحدث فيها من اهتزازات عند مرور الهواء بها.
خصائص الصوت الموسيقي
يملك الصوت الموسيقي عدد من الخصائص والمميزات، أهمها:
- الإيقاع
- العذوبة
- الزخرفة
- الميزان
- طبقة الصوت، حيث يشمل، التجانس الهارموني، واللحن
- الجودة الصوتية
- الحيوية
المُوسيقى العربية (الشرقية)
تتميز المُوسيقى العربية بطابعٍ خاصٍ، ويعود أصلها إلى ما قبل الإسلام، وتختلف من دولة عربيّة إلى أخرى، ومن أنواعها:
التخت الشرقي
هو ما يُطلق عليه اسم الأوركسترا العربية، ويتضمن الآلات الموسيقيّة كالعود، والناي، والدف، والكَمان، وغيرها. والتخت كلمة فارسية الأصل تعني "العرش" لأن الموسيقيين كانوا يجلسون فوق مكان مرتفع أثناء العزف عن الأرض، وقد ظهر التخت في عهد الأتراك في مُنتصف القرن التاسع عشر.
مُوسيقى الراي
هي حركة موسيقية غنائية جزائرية عالميّة وينتشر هذا النوع في مناطق المغرب العربي. وفي الأصل تعني كلمة راي = الرأى أو يرى، وبالراي عَبّرَ الكثير من المغنين والموسيقيين عن آرائهم وأفكارهم السياسية والاجتماعية. ويُعتبر المُطرب المُلقَب بـ "ملك الراي" الشاب خالد سفيرًا لموسيقى الراي، من أشهر أغانيه: دي دي، علاش تلوموني، عايشة، وبعض أغاني الشاب خالد هي أغاني تراثية أعادها بأسلوبٍ عصري.
مُوسيقى "الشعبي"
ينتشر هذا النوع الغنائي في المغرب العربي وترجع أصوله إلى الأندَلُس، وتم إدخال بعض الآلات الحديثة فيه ومنتشر بين فئات الشعوب البسيطة لاستخدامه اللغة الدارجة.
القصيدة
هو ضرب شعري من ضروب الأدب العربي الذي طالما قُسِّم إلى شعر ونثر إلى عصرنا هذا الذي بدأ الحديث فيه. وكلمة "قصيدة" مشتقة لُغويًا من جذر "ق-ص-د" الذي يرتبط بفكرة التوجه والنية.
طقطوقة
هو نوع من المُوسيقى شرقي الأصل والطقطوقة لون من ألوان الغناء العربي عرف بمصر في الأربعينيات من القرن المنصرم وأشهر هذه الطقطوقات (على بلدي المحبوب) لسيدة الطرب العربي أم كلثوم، وقالب الطقطوقة يتطلب نوعًا خاصًا في التلحين والكتابة.
المَوال
هو نوع من أنواع الشعر العربي المعروف منذ زمن طويل؛ ويعتبر الموال من القوالب الغنائية التقليدية، ويعتمد على الارتجال والبراعة في استعراض الانتقالات اللحنية. والموال يبدأ عادةً بعبارة "يا ليل يا عين" لتحضير جو التآلف والانسجام مع المستمعين. ومن مواضيعه: المَدح، والعِتاب، والحُزن، والغَزل، وغيرها.
المُوَشَّح
هو فن شعري مُستحدث، يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في أمور عدة، وذلك بالتزامه بقواعد معينة في التقنية، وباستعماله اللغة الدارجة أو العجمية في خرجته، ثم باتصاله القوي بالغناء. سُمِّي "مُوَشَّحا" لأناقته وتنميقه تشبيهًا له بوشاح المرأة، وجمعها "المُوَشَّحات" لأن تعدد قوافيها على نظام خاص جعل لها جرسًا موسيقيًا لذيذًا ونغمًا حلوًا تتقبله الآذان. وقد قامت القوافي فيها مقام الترصيع بالجواهر واللآلئ في الوشح فلذلك أطلق عليها المُوَشَّحات أي الأشعار المزينة بالقوافي.
ظهرت المُوَشَّحات في الأندلس الإسلامية، فكان أسلوبًا مغايرًا للنظم التقليدية للشعر، ساعد هذا التميز للمُوَشَّحات العبور إلى نطاقٍ أوسع من الأندلس حتى حطت في البلاد العربية مثل مِصر. والمُوَشَّحات الأندلسية لا تعتمد المُوَشَّح على مبدأ القافية الواحدة، وقد ينتهي بعبارات عامية وتتعد أنواعه حسب الأوزان والقوافي. ومن أشهر المُوَشَّحات الأندلسية البديعة: "لمَّا بدا يَتثنّى".
أنواع الآلات المُوسيقية
الآلات الموسيقية عن بعضها وتُصنّف كما يلي:
الآلات المُوسيقية النفخية
هي الآلات التي تصدر صوتًا موسيقيًا من خلال نفخ الهواء داخل الآلة الموسيقية. ومن أشهرها:
الهارمونيكا: هي من الآلات الموسيقية الهوائية التي كثيرًا ما يتم سماعها في الموسيقى الشعبية وموسيقى الرقص والهيب هوب.
البوق: هي من الآلات النحاسية الموسيقية التي تُستخدم بشكل مكثّف في موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية.
الناي: هي من أبرز أسماء الآلات الموسيقية العربية القديمة وتُصنع من نبات القصب البري.
الآلات الوترية
هي آلات موسيقية تتكون من أوتار مثبتة بين نقطتين، تنتج الصوت عند اهتزازها. ومن أشهرها:
العُود: هي آلة وترية موسيقية كُمثريه الشكل صندوقها عميق، وغالبًا ما يُستعمل في الموسيقات العربية، والفارسية، والكردية.
الكَمان: وهي من أشهر أنواع الآلات الموسيقية الوترية التي استخدمت في الموسيقى الكلاسيكية وتتكون من 4 أوتار.
السيتار: وهي من أبرز الآلات الموسيقية الهندية وتتكون من 3 أوتار.
التشيللو: وهي من عائلة الكَمان بأربعة أوتار لكن حجمها كبير بعض الشيء، وتعد من أبرز أسماء الآلات الموسيقية الغربية.
الجيتار: وهي من الآلات التي يتم العزف عليها باستخدام الأصابع أو قطعة بلاستيكية صغيرة تسمى الريشة، وتختلف أوتارها باختلاف نوعها، فهناك الجيتار الكلاسيكي والأكوستيك والإلكتريك (الإلكتروني).
الآلات الإيقاعية
تنتج الصوت الموسيقي عن طريق القرع عليها واهتزازها، ومن أشهرها:
الدف أو الرق: وهي من الآلات الموسيقية الشرقية القديمة جدًا، وتتكون من جلد رقيق محاط بإطار.
الصنجات: وهي آلة موسيقية غربية نحاسية تتكون من قرصين يشد أحدها باليد اليمنى والآخر باليد اليسرى.
أشارت عدة دراسات إلى أن تعليم الموسيقى في عُمر مُبكر يُحفز دماغ الطفل بطرق عدة تساعده على تحسين مهارات الاتصال، والمهارات البصرية، والمهارات الكلامية؛ حيث تناولت إحدى الدراسات أطفالًا تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات إلى ست سنوات، وتم إخضاعهم للتدريب المُوسيقي على الإيقاع، والصوت، واللحن، والمفاهيم الموسيقية الأساسية لمدة شهر واحد، وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن الموسيقى عززت قدرة الأطفال على فهم الكلمات وشرح معناها.