عادت حركة الموفدين على خط تل ابيب بيروت لوقف التصعيد بين طرفي النزاع وعدم تحويل لبنان إلى غزة أخرى كما حذّر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش.
إذ حطّت وزير الخارجية الالمانية انالينا بيربوك في بيروت أمس في زيارة استمرت لساعات التقت فيها المسؤولين، وأشارت الى "ان الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة".
"نحو تصعيد عنيف"
في حين اعتبر الباحث بالشؤون العسكرية والاستراتيجية مصطفى أسعد لـ"العربية.نت" أن المواجهات متّجهة نحو التصعيد، قائلا " سنشهد تبادلاً عنيفاً للمواجهات أكثر مما هو عليه الان، وقد يبادر حزب الله إلى الهجوم على الجليل الأعلى من باب تسجيل نقاط استباقية لصالحه حتى لو خسرها في مرحلة لاحقة".
كما رأى أن المساعي الدبلوماسية لم تنجح حتى الآن بوقف التصعيد، واصفا إياها بأنها أشبه بالحركات الفلكلورية.
وأضاف أن الجانب الأميركي يريد أقله ابقاء المواجهات كما هي عليه اأان دون أن تتوسّع أكثر، وذلك بهدف تمرير استحقاق الانتخابات الرئاسية، لكن يبدو أنه لن ينجح بذلك، وفق تقديره.
مكاتب اخلاء للسفارات
إلى ذلك، كشف "أن كل السفارات في لبنان خفّضت عدد موظّفيها تحسّباً لأي سيناريو خطير في الجنوب، كما أنشأت مكاتب ومواقع للاخلاء الفوري في أماكن عدة في البلاد تضمّ موظفين مدنيين وعسكريين مهمتهم تأمين الاخلاء الفوري والسريع لموظفي السفارات لحظة إندلاع الحرب جنوباً.
مغامرة حزب الله
توازياً، أشار أسعد إلى "أن الجانب الاسرائيلي يواصل استعداداته لمعركة الشمال بعدما إتّضح له أن الحرب في غزة صعبة، في المقابل قد يستبق حزب الله الحرب الموسّعة بالمغامرة بتنفيذ عملية في الداخل الاسرائيلي بإرسال مئات العناصر الى إحدى المناطق، لكن هذه المغامرة لن تستمر طويلاً، الا أنها ستُحقق اهدافها المعنوية والاعلامية للحزب بعدما تردّ إسرائيل بشكل عنيف ضد لبنان".
واعتبر "أن من مصلحة ايران الهجوم الفوري وانهاء الحرب قبل وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض الخريف المقبل".
رهان تل أبيب
في المقابل، أشار الباحث بالشؤون العسكرية والاستراتيجية إلى أن "تل أبيب تراهن على عودة الجمهوريين الى البيت الابيض بعدما فقدوا ثقتهم بالادارة الحالية (الحزب الديمقراطي)، وبالتالي ردّ الجميل الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتنفيذ المتّفق عليه، مع العلم أن واشنطن ستكون حتماً الى جانب إسرائيل في حال توسّعت الحرب مع حزب الله".
اختراق حزب الله
من جهته، أوضح المحلل السياسي الأميركي حازم الغبرا "أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مزيداً من التصعيد على الجبهة الشمالية لاسرائيل لأكثر من سبب لعلّ أبرزها أنه من غير المنطقي فتح جبهة جديدة في وقت لم تُنهِ إسرائيل حتى الان جبهة غزة ولم تحقق اهدافها العسكرية".
إلا انه اعتبر "أن اسرائيل نجحت حتى الان بحملتها العسكرية في الجنوب اللبناني، وذلك عبر استهدافها بشكل شبه يومي لقيادات ومسؤولين وعناصر في حزب الله، وهذا اختراق استخباراتي واضح للحزب، كما نجحت بالضغط الاعلامي على الشعب اللبناني وحكومته وعلى اقتصاده، لاسيما القطاع السياحي الذي يعتبر احد أعمدة الاقتصاد، وذلك من خلال التهديدات المتواصلة".
وأشار الى "ان الاميركي مُقتنع بأن إنهاء الحرب في غزة سينعكس إيجاباً على جبهة جنوب لبنان، على عكس الاسرائيلي الذي يرفض الربط بينهما ويعتبر ان مشكلة حزب الله قائمة منذ قبل السابع من اوكتوبر وتفاقمت بعد ذلك".
امتداد الحرب الى طهران
إلى ذلك، أضاف أن "هناك تخوّفاً أميركياً من امتداد الحرب من جنوب لبنان الى سوريا وصولاً الى طهران عبر العراق، وعندها ستضطر الولايات المتحدة لتكون جزءاً من حرب شاملة متعددة الأطراف".
هذا وتحدّث الغبرا "عن ضغط إسرائيلي داخلي، لاسيما من سكان مستوطانت الشمال بضرورة فعل شيء في الشمال لوقف سقوط الصواريخ عليهم وتحليق المسيّرات فوق مناطقهم".
كما اعتبر أن "كلفة إغلاق حرب غزة وفتح حرب لبنان ستكون مرتفعة على اسرائيل، والخوف القائم اليوم أن تُكرر اسرائيل سيناريو غزة، بدخولها الحرب مع حزب الله من دون حسابات مدروسة".
وتقود الولايات المتحدة الأميركية مساعي التهدئة جنوبي لبنان، وقد أرسلت الموفد الخاص للرئيس دجو بادين، آموس هوكشتاين الى تل أبيب وبيروت اكثر من مرة في محاولة لوقف التصعيد وإرساء حلّ دبلوماسي يُمكّن سكان المناطق الحدودية في الجنوب والمستوطنين في شمال إسرائيل من العودة الى منازلهم، الا أن الفشل لا يزال قائماً.