تلقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأحد اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد هو الأول منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، على ما أفاد الديوان الملكي في بيان.
وجاء في البيان أن الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري تناولا "العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون بينهما".
وأكد الملك، خلال الاتصال، "دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها".
وفي دمشق أعلنت الرئاسة السورية أن الأسد تناول مع العاهل الأردني "العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".
وقال محلل سياسي في دمشق فضل عدم الكشف عن اسمه "يُمكن اعتبار هذا الاتصال بمثابة فتح صفحة جديدة بين دمشق والأردن على وجه الخصوص، وبين دمشق والعالم العربي بالمفهوم الأوسع".
وأضاف "يبدو أن الأردن بات في طليعة الدول التي ستستأنف علاقتها مع دمشق"، متوقعاً أن "زيارات متبادلة بين البلدين على مستويات أعلى، وربما اتصالات عربية مشابهة قريباً".
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، علقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق، لكن الأردن كان من الدول العربية القليلة التي أبقت على علاقاتها مع سوريا غير أن الاتصالات كانت محدودة.
وسبقت خطوات عدة خلال الفترة الماضية، الاتصال بين الملك عبد الله والرئيس السوري.
فقد أعادت المملكة الأربعاء الماضي فتح مركز جابر/نصيب الحدودي مع سوريا أمام المسافرين وحركة الشحن بعد حوالى شهرين على إغلاقه بسبب معارك جرت في جنوب سوريا بين القوات الحكومية وفصائل معارضة.
ومعبر جابر/نصيب هو المعبر الرئيسي بين الأردن وسوريا.
والحدود مع سوريا شريان مهم لاقتصاد الأردن، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية الى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول أيضا.
وبلغ حجم التبادل التجاري العام 2020 بين الأردن وسوريا 108,7 ملايين دولار، وفقا لأرقام رسمية أردنية.
كذلك، أجرى وفد حكومي سوري يتألف من أربعة وزراء هم وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية والموارد المائية والزراعة والإصلاح الزراعي والكهرباء الأسبوع الماضي وعلى مدى يومين في عمان مباحثات حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
وتأتي هذه الإجتماعات بعد سلسلة من اللقاءات بين مسؤولي البلدين كان آخرها إجتماع وزيري خارجية البلدين في الأمم المتحدة الشهر الماضي.
وأجرى وزير الدفاع السوري علي أيوب مباحثات أيضا الشهر الماضي في عمان مع نظيره الأردني تناولت أمن الحدود ومكافحة الارهاب وتهريب المخدرات.
وكان وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة زار الأردن في الثامن من ايلول/سبتمبر واتفق مع وزراء طاقة الاردن ومصر ولبنان على خارطة طريق لنقل الغاز المصري براً الى لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية.
وتستضيف المملكة نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى الأردن منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1,3 مليون.
أ ف ب