أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، أنه "من غير الوارد" الحكم مع حزب فرنسا الأبية (أقصى اليسار) بعد الانتخابات التشريعية رغم انسحاب مرشحي المعسكر الرئاسي لصالح ائتلاف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.
وقال خلال جلسة لمجلس الوزراء بحسب عدد من المشاركين إن "الانسحاب اليوم لصالح مرشحي اليسار لمواجهة التجمع الوطني لا يعني الحكم غدا مع فرنسا الأبية". وأضاف "الأمر غير وارد".
وفي رسالة على موقع اكس أكد رئيس الوزراء غابريال أتال أنه "ليس هناك ولن يكون هناك تحالف مع فرنسا الأبية".
وأضافت المتحدثة باسم الحكومة بريسكا تيفينو في ختام اجتماع مجلس الوزراء "الانسحاب لا يعني التحالف ولا التنازل".
وشددت على أن "محاربة التجمع الوطني اليوم لا تعني التحالف مع فرنسا الأبية غدا"، مشيرة إلى انقسامات محتملة مع قوى أخرى في الجبهة الشعبية الجديدة (شيوعيون واشتراكيون وخضر) غداة الاقتراع.
وتابعت: "هل نعتبر اليوم أن هذا التحالف الانتخابي بدأ ينهار داخل اليسار؟ أعتقد ذلك". وأضافت "لا يمكننا أن نجعل من حزب فرنسا الأبية رمز اليسار في فرنسا".
وارتسمت الثلاثاء في فرنسا معالم المعركة قبل الدورة الثانية للانتخابات التشريعية مع انسحاب أكثر من 210 مرشحين من اليسار أو معسكر الرئيس ماكرون لصالح خصومهم لقطع الطريق أمام حزب التجمع الوطني ومنعه من الحصول على الأغلبية المطلقة الأحد.
وكان معظم المرشحين من اليسار (127) أو من معسكر ماكرون (81) ووصلوا في المركز الثالث من الدورة الأولى في دائرة كان حزب الجبهة الوطنية في الطليعة فيها خلال الدورة الأولى.
وإجمالا، مع أكثر من 210 عملية انسحاب سجلتها وكالة فرانس برس، لم يبق سوى حوالي مئة مرشح (ثلاثة أو أربعة مرشحين مؤهلين) من أصل 311 الأحد الماضي.
وفي كثير من الأحيان تهدف هذه الانسحابات إلى منع حزب التجمع الوطني وحلفائه من تشكيل حكومة ستكون تاريخية، اذ لم يصل أقصى اليمين إلى السلطة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد ثلاثة أسابيع من الزلزال السياسي الذي أحدثه ماكرون بإعلانه حلّ الجمعية الوطنية، صوّت الفرنسيون بكثافة الأحد في الجولة الأولى من الانتخابات التي تثير نتائجها ترقبًا كبيرًا في الخارج.
وحلّ التجمّع الوطني (أقصى اليمين) وحلفاؤه في طليعة نتائج الجولة الأولى من الاقتراع، بنيله 33,14% من الأصوات (10,6 مليون صوت). وانتُخب 39 نائباً عن هذا الحزب في الجولة الأولى.
وبذلك، تقدّم على الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم اليسار (27,99 في المئة)، فيما جاء معسكر ماكرون في المرتبة الثالثة بفارق كبير (20,8 في المئة).
وطالب أقصى اليمين الفرنسيين بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية. وقال رئيسه الشاب جولادان بارديلا إنّ الجولة الثانية ستكون "واحدة من الأكثر حسمًا في مجمل تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة" التي تأسست في العام 1958.