تتصدّر المفاوضات المرتقبة بين إسرائيل و"حماس" المشهد الإقليمي والدولي، بعد تحريك الملفّ بمساعٍ أميركية وعربية في الساعات الأخيرة.
وأفاد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لـشبكة "سي أن أن" بأنّه "تم وضع إطار عمل بشأن اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة".
وبالأمس، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتّصالاً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتباحث في مستجدات استئناف المفاوضات وإرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة.
ولفت مصدر إسرائيلي مطّلع على المفاوضات لـ" سي أن أن" إلى أنّ "إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى إطار عمل للاتفاق".
في الأيام الأخيرة، قدّمت "حماس" ردّاً للوسطاء القطريين والمصريين، وهي خطوة يعتقد المسؤولون الإسرائيليون بأنّها ستُمكّن الطرفين من الدخول في مفاوضات مفصّلة للتوصل إلى اتفاق، إلّا أنّ هذا الأمر ليس مضموناً بعد.
ووفق المسؤول الأميركي في حديث لـ"سي أن أن"، فإنّ "الظاهر أن بايدن ونتنياهو قد توصّلا إلى اختراق بشأن الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية"، مضيفاً: "الاتفاق بصيغته الحالية متّسق للغاية مع ما طرحه بايدن في خطابه".
كذلك لفت إلى أنّ "بعض القضايا الرئيسية المتعلّقة بالانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية كانت بمثابة حجر عثرة بالفعل، وأعتقد أنّنا حقّقنا انفراجة"، وقال: "النص الآن (متّسق للغاية) مع خطاب الرئيس في أيار وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
إلى ذلك، حذّر المسؤول من أنّ التوصل إلى اتفاق نهائي "قد يستغرق بعض الوقت"، مؤكّداً أنّ "الإدارة الأميركية ستبذل كلّ ما في وسعها للمساعدة في التوصل إلى اتفاق نهائي".
وقال: "هذا ليس اتفاقاً سيتم التوصل إليه في غضون أيام. لا يزال هناك عمل يتعيّن القيام به، ونحن على استعداد لبذل كلّ ما في وسعنا لتسهيل التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، اتفاق نهائي".
واستمرّ الاتصال بين بايدن ونتنياهو بالأمس لـ30 دقيقة، وقد ركّز على تفاصيل الصفقة، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية، مؤكّداً أنّ "بايدن ستُتاح له الفرصة للحديث عن الاتفاق مع زعماء العالم الآخرين الأسبوع المقبل خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ستعقد في واشنطن".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة تعتقد بأن نتنياهو يمكنه "تخريب الاتفاق"، قال المسؤول الأميركي إنّ "الاتفاق مبنيّ بطريقة تحمي مصالح إسرائيل بشكل كامل"، مضيفاً أنّه من "المتوقّع أن تُعقد محادثات الرهائن في الدوحة ابتداءً من اليوم الجمعة، وستستمر خلال الأيام القليلة المقبلة".
وفي هذا السياق، أفاد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لشبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية بأنّ "من المرجّح إجراء مفاوضات في الدوحة في الأيام المقبلة مع وجود فريق أميركي للمساعدة على التوصل إلى اتفاق".
وقال المسؤول إنّ "العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدى الأسابيع الماضية في رفح فرضت ضغوطاً جديدة على حماس".
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أنّ "هناك بعض العقبات قبل التوصّل إلى الاتفاق، منها مطالبة حماس بألّا يكون لإسرائيل حق الاعتراض على السجناء الفلسطينيين "الأمنيين" الذين سيطلق سراحهم".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "إحدى العقبات التي قد تعرقل الاتفاق هو مطالبة حماس بالانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا والصياغة المتعلقة بالالتزام بإنهاء الحرب"، معلنةً أنّه من الممكن أن يتم التوصل إلى الاتفاق خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع".