لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

سياسيون لبنانيون وقعوا في فخّها.. عصابة انتحلت صفة ‏قضاة دوليين

سياسيون لبنانيون وقعوا في فخّها.. عصابة انتحلت صفة ‏قضاة دوليين

خلال الأشهر الماضية، زار وفد من "المحكمة الدولية لتسوية ‏المنازعات"، مجموعة من السياسيين في لبنان، وهم: "(د.خ)، ‏‏(ر.أ)، (ر.ش)، (أ.ت)، للتباحث في الملف اللبناني وقضية ‏النزوح السوري، وملف الانتخابات اللبنانيّة وغيرها. لكن ‏المفاجأة غير متوقعة، أن "القضاة" ليسوا بقضاة من المحكمة ‏الدولية، بل هم عصابة انتحلت هذه الصفة منذ أكثر من عامين ‏للإيقاع بالعدد الأكبر من السياسيين وبأهل القضاء والقانون ‏أيضًا‎.‎

في الواقع، تتوزع مقرات المحكمة الدولية لحل المنازعات في ‏بعض الدول الأوروبية، ولكن المؤكد أنها لا تتواجد نهائيًا في ‏لبنان، إلا أن المجموعة أوهمت الجميع أنها تعمل في الوحدة ‏القضائية الخاصة بمكافحة الفساد لتحقيق العدالة الدولية، ‏والتحقيق والتحكيم بالنزاعات السياسية والتجارية الدولية‎.‎

عمليًا، امتلك أفراد هذه العصابة الوقت الكافي للتلاعب ‏بالسياسيين، ويمكن القول أنهم يستحقون جوائز في فن ‏الاحتيال والنصب! ففي بادئ الأمر، شكّلوا مجموعة مؤلفة من ‏أربعة أشخاص، وشاركوا في بعض المؤتمرات الحقوقيّة ‏والندوات ودافعوا عن حقوق القضاة في لبنان، وعرضوا ‏بعض الحلول لمعالجة الواقع المعيشي للقضاة، والتقطوا ‏صورًا تذكارية بجانب بعض قضاة لبنان. ومن ثمّ انتقلوا إلى ‏الخطوة الثانية وهي زيارة الشخصيات السياسيّة، فزاروا ‏الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، ‏النائب طوني فرنجية، الرئيس تمام سلام، واللواء أشرف ‏ريفي‎..‎

ولعل الفضيحة "الدسمة" أن العصابة نجحت بالإيقاع ‏بالسياسيين، ولم يتمكن أي أحد منهم كشف حقيقة هذه ‏المجموعة. فلم يطلب أي سياسيّ البطاقات الرسمية الخاصة ‏بالقضاة للتحقق من هُوياتهم، بل فُتحت أبواب المكاتب أمامهم. ‏وهذا يعني أن أي مواطن لبناني سيكون قادرًا على انتحال أي ‏صفة أمنية أو سياسية أو قضائية وزيارة الطبقة السياسية، ولن ‏يُطالب بأي وثائق رسمية للتعريف عنه‎!‎

مكتب لمتابعة الدعاوى

على أي حال، فإن الهدف من هذه الزيارات هو التسويق ‏لعملهم داخل لبنان. فالعصابة بدأت بتجهيز مكتب في عاصمة ‏بيروت، لمتابعة دعاوى وقضايا بعض اللبنانيين العالقة في ‏المحاكم الأوروبية. وهذا العمل عبارة عن عملية "نصب ‏واحتيال" على المواطنين والسياسيين أيضًا، حيث تبدأ هذه ‏العصابة بـ"اصطياد" الزبائن بهذه الطريقة، زاعمةً أنها قادرة ‏على حل القضايا العالقة في المحاكم الدولية. وبهذه الطريقة ‏يجني أفراد العصابة أرباحًا مالية هائلة من الزبائن الراغبين ‏بحل مشاكلهم القضائية خارج الأراضي اللبنانيّة‎. ‎

المباحث الجنائية المركزية تتدخّل

توزعت هذه العصابة في مختلف الأراضي اللبنانية؛ بيروت، ‏جل الديب، انطلياس..، وتبيّن لاحقًا أنهم مُلاحقون سابقًا بقضايا ‏نصب واحتيال. كما أن أحد أفراد هذه العصابة، ينتحل صفة ‏‏"سفير" أيضًا. وتتغير هذه الصفة أحيانًا فيتحول فجأة من ‏‏"سفير" إلى "قاض دولي". وعلى ما يبدو أن هذه الصفة تتغير ‏حسب الظروف‎. ‎

وقبل توسع دائرة اللقاءات، فُضح أمرهم، وتدخلّت المباحث ‏الجنائية المركزية، برئاسة العميد نقولا سعد، في هذه القضية، ‏تنفيذًا لإشارة المحامي العام التمييزي، القاضية إميلي ميرنا ‏كلاس، وتمكن مكتب المباحث الجنائية المركزية خلال ساعات ‏قليلة من إلقاء القبض على جميع أفراد هذه العصابة ووضعهم ‏خلف القضبان، ليبدأ التوسع بالتحقيقات. وحُوّل الملف إلى ‏قاضي التحقيق في بيروت القاضي وائل صادق، الذي -حسب ‏معلومات "المدن"- تنحى عن هذه القضية لأسباب لم تعرف ‏بعد‎.‎

إذن، يتضح اليوم أن هذه العصابة كانت تتجهز للإعلان عن ‏مشروعها، محاولةً الإيقاع بالعدد الأكبر من الضحايا. ‏والواضح أن هذه "الفضيحة" أضاءت على خلل يستوجب ‏معالجته سريعًا، وهو ضرورة التحقق من أي "شخصية" تجنبًا ‏للوقوع في الفخ‎! ‎

المدن

يقرأون الآن