تتباين الطقوس والشعائر الحسينية في العراق من محافظة إلى أخرى، لكن في جميع الأحوال فإن واقعة الطف تحولت لدى الجميع إلى رمز للتحرر، وبغض النظر عن إختلاف العقائد الدينية والمذاهب، يتوحد غالبية المسلمين في إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين.
ويقول الشيخ عصمت الخاقالي إمام وخطيب مسجد وحسينية الإمام الحكيم في السليمانية : ان "هذه المراسم يتم إحياؤها كل عام في مدينة السليمانية وفي حسينية الامام الحكيم منذ أن بنيت في 1996 لاقامة مأتم وشعائر الإمام الحسين"، مشيرا الى أن "المشاركة لا تقتصر على ابناء المكون الشيعي بل يشارك فيها السنة والصابئة والايزيديون ومختلف مكونات الشعب".
وأضاف أن "اقامة هذه المراسم والشعائر في السليمانية دليل على وحدة ابناء الشعب العراقي"، لافتا الى ان المراسيم تجري بانسيابية وبمشاركة مختلف مكونات الشعب العراقي"، ودعا الى الاقتداء بفكر الإمام الحسين ومبادئه الداعية إلى السلام والوحدة.
وبين أن "المجالس تبدأ من أول يوم لشهر محرم الحرام وتستمر ليوم العاشر من خلال مجموعة من الطقوس والعادات المتمثلة بقراءة القرآن والخطبة الحسينية وقراءة القصائد الحسينية باللغتين العربية والكوردية وتوزيع الخيرات".
وثمن الخاقالي "تعاون إدارة المحافظة وأجهزتها الأمنية التي وفرة الحماية الأمنية للمسجد منذ الأول من شهر محرم الحرام وتعاون الجميع معها في إقامة مجالس الإمام الحسين عليه السلام في هذا المسجد".
و بدوره؛ أكد محمد احمد وهو احد المواطنين المشاركين في المجلس الحسيني في حديثه لوكالة شفق نيوز أنه "وعلى الرغم من وجود تفاوت في طقوس إحياء هذه المناسبة بين المحافظات، إلا أن واقعة الطف تحولت بذلك إلى نقطة التقاء ووحدة في أغلب الأحيان بين أطياف المجتمع، إذ يتفق الجميع على مظلومية سيد شهداء أهل الجنة وهنا في السليمانية، تبدأ مراسم إحياء الشعائر الحسينية منذ الأول من شهر محرم الحرام وتستمر لغاية العاشر"، وأردف "لا شك في أن الفعاليات والطقوس تختلف عما هي عليه في محافظات الوسط والجنوب العراقي، لكن الطقوس العاشورائية حاضرة في في هذا المسجد المبارك".
واضاف ان "ليالي محرم توحد الجميع وثورة الامام الحسين ثورة انسانية واصلاحية جاءت لتغير الحال نحو الأفضل والارتقاء بالإنسان كما أراده الله".