الانتظار والمراوحة يتصدران المشهد السياسي اللبناني. انتظار توقف الحرب أو تهدئة جزئية في غزة، تنسحب تاليا على جبهة الإسناد من جنوب لبنان التي أطلقها حزب الله في الثامن من تشرين الاول 2023، بعد يوم من عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس في مستوطنات غلاف غزة.
ومراوحة تنعكس شللا في المؤسسات، منذ تعثر إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الأقصى 31 تشرين الاول 2022، تاريخ نهاية ولاية الرئيس السابق العماد ميشال عون.
بات واضحا أن المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى تهدئة في غزة، عرضة للتقلب، نتيجة السلوك الحربي المحض للقادة الإسرائيليين، الكفيل بتطيير تسوية تلوح في الأفق، كرمى لضربة إسرائيلية على هدف محتمل من حماس.
وفي لبنان قناعة بأن فترة انتظار توقف الحرب في غزة ستطول، ولا أحد يعرف المدة التي ستستغرقها تسوية منشودة. إلا ان الاسئلة المطروحة في الداخل اللبناني: هل سيبقى لبنان أسير المراوحة المستمدة من حرب غزة؟ وتاليا كيف السبيل لإحداث ثغرة تضخ الحياة في الشريان المسدود الخاص بالمؤسسات اللبنانية الرسمية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية؟ وهل من خطوة تنقل المؤسسة اللبنانية الأولى، أي رئاسة الجمهورية، إلى مواكبة حرب غزة لتكون في جهوزية وقت الوصول إلى حلول؟ بمعنى هل يتم فصل الملف الرئاسي عن وضع حرب غزة أوزارها؟ ومن يأخذ المبادرة في هذا الشأن؟
أسئلة عدة، ولعل الأجوبة تنطلق من مكان ما. وللغاية كانت خطوة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في زيارته الأخيرة إلى لبنان، بعرض لائحة خماسية للمرشحين الرئاسيين الممكن اعتبارهم توافقيين، ويحظون بالقبول من كل الأطراف.
لائحة عرضها بارولين وفق معلومات خاصة بـ"الأنباء" على قادة مسيحيين التقاهم في مقر السفارة البابوية في حريصا، من دون التأكد اذا كان العرض شمل الأقطاب كافة.
إلا ان المعلومات المتوافرة، تحدثت عن عرض بارولين أمام رئيس تيار المردة المرشح الرئاسي الوزير السابق سليمان فرنجية، للمرحلة المقبلة في ضوء عدم توافر فرص نجاح فرنجية في الوصول إلى قصر بعبدا. وجزمت أوساط بمناقشة بارولين مع فرنجية الخطة باء، أي البديل عن الاستمرار في ترشحه، في حال انسداد أفق الترشيح.
وفي المعلومات أيضا فإن اللائحة الخماسية ضمت ثلاثة أسماء ترددت سابقا، من بينها: السفير الحالي في الفاتيكان النائب السابق فريد إلياس الخازن، السفير السابق في الفاتيكان المدير السابق للمخابرات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري والوزير السابق جان لوي قرداحي، إضافة إلى اسمين لم يتم تأكيد هوية صاحبيهما، مع التشديد على خلو اللائحة من اسم نائب حالي سبق وزار الفاتيكان والتقى بارولين.
قد يكون من الصعوبة بمكان تمرير الاستحقاق الرئاسي في هذه العوائق التي تعترضه، والتي تجعل البلاد أسيرة الانتظار والمراوحة. الا ان المحاولات قائمة بحسب "الانباء" الكويتية.