قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة لا تعتزم دعم أي جهود لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد أو استئناف التعامل معه إلى أن يتم إحراز تقدم لا رجعة فيه باتجاه التوصل إلى حل سياسي في سوريا.
جاءت تصريحات بلينكن في مؤتمر صحفي في وقت يشهد تحولا في الشرق الأوسط بين بعض حلفاء واشنطن العرب، الذين بدأوا في إحياء العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الأسد.
وأعاد الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، فتح المعبر الحدودي الرئيسي مع سوريا في أواخر سبتمبر أيلول، سعيا لتعزيز اقتصادي البلدين اللذين يواجهان صعوبات، ودعم مساعي دول عربية لإعادة دمج سوريا بعد نبذها بسبب الحرب الأهلية.
وتحدث ملك الأردن أيضا هذا الشهر مع الأسد للمرة الأولى منذ عشر سنوات، كما التقى وزيرا خارجية مصر وسوريا الشهر الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فيما وصفته وسائل إعلام رسمية مصرية بأول اجتماع على هذا المستوى منذ نحو عشر سنوات.
وقال بلينكن "ما لم نفعله وما لا نعتزم القيام به هو إبداء الدعم لأي جهد لتطبيع العلاقات أو استئناف التعامل مع السيد الأسد أو رفع أي عقوبة مفروضة على سوريا أو تغيير موقفنا المعارض لإعادة بناء سوريا، إلى أن يتحقق تقدم لا رجعة فيه باتجاه حل سياسي".
كانت الولايات المتحدة قد علقت وجودها الدبلوماسي في سوريا منذ عام 2012.
وقال بلينكن، إن واشنطن ركزت خلال الشهور التسعة منذ تولي الرئيس جو بايدن السلطة في 20 من يناير كانون الثاني على تعزيز وصول المساعدات الإنسانية ومواصلة الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتوضيح التزام الولايات المتحدة بالمطالبة بمحاسبة حكومة الأسد.
لكن محللين يقولون إن سوريا لم تكن أولوية في السياسة الخارجية لإدارة بايدن، مع تركيز واشنطن إلى حد بعيد على مواجهة الصين. ولم تطبق الإدارة حتى الآن عقوبات بموجب ما يسمى (قانون قيصر) الذي بدأ سريانه العام الماضي بهدف زيادة الضغط على الأسد.
وقال بلينكن "مع المضي قدما في المستقبل، ستكون مجالات التركيز الحيوية لنا ... إبقاء العنف محدودا وزيادة المساعدات الإنسانية، وتركيز جهودنا العسكرية على أي جماعات إرهابية تشكل تهديدا لنا أو لشركائنا".
رويترز