شهدت الأيام الماضية مجموعة من التطورات التي أحدثت تبدّلات جذريّة في سياق السباق إلى الرئاسة الأميركيّة، بعد أن أعلن الرئيس بايدن عن انسحابه ودعمه لترشيح نائبته كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي. وقد حققت هذه الأخيرة في أحدث استطلاع للرأي تقدّماً في مواجهة مُرشّح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بواقع 44 بالمئة مُقابل 42 بالمئة بين الناخبين المُسجّلين.
ويتأثّر السباق إلى الرئاسة في الانتخابات الأميركيّة بعوامل مُتعدّدة منها الصورة التي يرسمها المُرشّح لنفسه والمُرتبطة بالحضور، ولغة الجسد، وأسلوب الأناقة. تُدرك كامالا هاريس أهمية رسم الصورة التي تناسبها في المعركة التي تخوضها للوصول إلى البيت الأبيض، ولكنها لا تقف في هذا الإطار بمواجهة ترامب كمُرشّح وبل بمواجهة زوجته ميلانيا المعروفة باهتمامها بصورتها وأناقتها، والتي عادت مؤخراً للظهور على الساحة إلى جانب زوجها دونالد ترامب مُجسّدةً صورة الأناقة الفاخرة في مواجهة كامالا هاريس التي تُجسّد صورة الأناقة العمليّة.
خطفت ميلانيا الأضواء خلال مُشاركتها إلى جانب زوجها المرشّح الرئاسي دونالد ترامب وأفراد أسرته في المؤتمر الأخير الذي أقامه الحزب الجمهوري تحضيراً لانتخابات الرئاسة الأميركيّة المقبلة. حرصت ميلانيا على اعتماد الأحمر لون الحزب الجمهوري لإطلالتها التي حملت توقيع دار Dior الفرنسيّة، وتألّفت من سترة Bar Jacket وتنورة مُستقيمة لتُذكرنا بأن مكانة السيدة الأميركيّة الأولى ما زالت تليق بها. من جهتها حافظت كامالا هاريس في إطلالاتها الأخيرة على الصورة التي عرفها الجمهور بها كنائبة للرئيس.
تُركّز كامالا هاريس على عناصر أساسيّة في إطلالاتها لمُساعدتها على رسم صورة المرأة البراغماتيّة التي تسعى إلى تحقيق أهداف واضحة وعمليّة. وهي تعتمد بشكل أساسي على البدلة الكلاسيكيّة كعنصر أول في مُعظم إطلالاتها، إذ تستمدّ منها شعوراً بالثقة، والقوّة، والتوازن، والجديّة. تعتمد هاريس في اختيار بدلاتها على ألوان الأسود، والكحلي، والرمادي، والبيج، والأزرق الذي يستحضر لون الحزب الديمقراطي الذي تُمثّله.
العنصر الثاني الذي تستعين به كامالا هاريس في إطلالاتها هو الأحذية الرياضيّة وتحديداً حذاء Converse الذي تعتمده خلال المؤتمرات الحزبيّة والزيارات الميدانيّة. وهو يُضفي على إطلالاتها طابعاً حيوياً ويجعلها أقرب إلى الناس، والناخبين، وجيل الشباب. أما العنصر الثالث الذي تستعين به فهو الأكسسوارات التي تُزيّن بها عنقها في إشارة إلى اهتمامها بالتفاصيل وعدم إهمال الطابع الأنثوي في شخصيتها. وهي تُنسّق بدلاتها عادةً مع غقود بشكل سلاسل أو مُزيّنة بالأحجار أو اللؤلؤ كما تستبدلها في بعض الأحيان بوضع وشاح أو اعتماد قميص مُزيّن بعقدة عند العنق، فهل ستُحافظ على تفاصيل هذه الصورة في حال أصبحت رئيسة الولايات المُتحدة أم أن مركزها الجديد سيفرض عليها إجراء تعديلات على صورتها.