رياضة آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

فرنسا تفي بوعدها.. حفل افتتاح غير عادي لدورة الألعاب الأولمبية

فرنسا تفي بوعدها.. حفل افتتاح غير عادي لدورة الألعاب الأولمبية

عادت اللعاب الأولمبية إلى عاصمة النور باريس بعد 100 عام من استضافتها لأول مرة عام 1924. كان افتتاحا رائعا لأولمبياد باريس 2024 التي استمرت 3 ساعات و 45 دقيقة بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء دول وحكومات معظم دول العالم حضروا الحفل من المدرجات التي بنيت خصيصا للحفل على ضفاف النهر، وكان عددهم أيضا حوالي 200 ألف. أنظر من شرفات المباني المجاورة.

وشهد الافتتاح تقديم العديد من العروض على طول نهر السين الذي يبلغ طوله 6 كيلومترات، والذي تم تحويله إلى مسرح كبير للأداء.

تم تجهيز كل شيء ليكون الحفل تاريخياً واستثنائياً، وبدأ برؤية خيالية لمسار الشعلة الأولمبية قبل وصولها إلى مكان الحفل على نهر السين.

مشاركة زيدان

ظهر نجم كرة القدم الفرنسي الشهير زين الدين زيدان وهو يركض في أنحاء باريس في مقطع فيديو مسجل مسبقا، حاملا الشعلة في مترو الأنفاق المعطل ليسلمها للأطفال الذين يعبرون نهر السين بالقوارب. ثم واصلت المسيرة طريقها قبل أن يتم إشعال المرجل بطريقة مبتكرة.


وحضر الحفل أسطول من القوارب يحمل 6800 رياضي ورياضية بالقرب من بعض المعالم الأثرية الأكثر شهرة في باريس. وضم القارب الأول الوفد اليوناني، مهد الألعاب الحديثة، قبل أن تتبعه قوارب الوفود الأخرى، بما في ذلك الإمارات.

قدم 2000 فنان (راقصون وموسيقيون وممثلون كوميديون وفنانو ألعاب بهلوانية) عروضهم على ضفاف النهر وفي الأماكن السياحية، بما في ذلك كاتدرائية نوتردام التي دمر حريق ضخم عام 2019 جزءًا كبيرًا منها وكان مختبر ترميمها موجودًا في أحدها. من فقرات الحفل .

وتضمن المقطع فنانين يرتدون زي عمال البناء، ويرقصون وهم يتشبثون بسقالات ورشة إعادة بناء الكاتدرائية، والتي من المقرر إعادة افتتاحها في 8 كانون الأول/ ديسمبر.

كيف بدأ الاحتفال

"دعونا نفتتح الألعاب بعرض مذهل"، شعار تبنته اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس منذ البداية، وكانت في الموعد من خلال عرض فني ورياضي رائع ومتنوع الفقرات، استغرق أربع ساعات على ضفاف نهر السين، ولم تعكر صفوه زخات مطرية تساقطت لأغلب فتراته.

كانت الدعوة موجهة الى العالم أجمع لحضور وتجربة مشاعر فريدة معاً: بث رياح الحداثة والجرأة على الألعاب من خلال إخراج الرياضة من أماكنها المعتادة وإيجاد لحظات يتم تقاسمها مع أكبر عدد ممكن من الناس.

لأوّل مرة، وأمام حشد كبير جدا من الجماهير "أكثر من 300 ألف"، والمسؤولين تقدمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدد من الملوك والملكات والقادة ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، حرَّر حفل الافتتاح نفسه من الملعب الرئيس، وأقيم في قلب المدينة المضيفة، باريس، مع نهر السين كديكور رئيسي.

اختلف المسار التقليدي للحفل: العرض وموكب الرياضيين والخطب البروتوكولية أدمجت في حفل مزج بين الرياضة والفن، وسُمح للمرة الأولى بمشاركة مئات الآلاف من المتفرجين، أغلبهم حضروا مجاناً، وذلك من أجل المساعدة في جعل حفل الافتتاح أعظم عرض في العالم، سخاء وشعبية.

من جسر أوسترليتز إلى تروكاديرو، عبر رياضيو العالم باريس من الشرق إلى الغرب متجمعين حول حاملي أعلامهم الوطنية، خلال نزهة غير مسبوقة بلغت ست كيلومترات على متن 85 قارباً وعبّارة مزينة بأبهى الألوان.

سرق الرياضيون أجمل الأضواء وسط تصفيقات حارة من الجماهير التي اصطفت على جنبات ضفاف النهر لمشاهدتهم، وهم يكتشفون الملاعب الاستثنائية لمسرح الألعاب التي تستضيف منافساتهم على غرار منتزه ليزانفاليد "ألعاب القوى، القوس والنشاب، سباق الطريق للدراجات"، والقصر الكبير "المبارزة، التايكوندو" وبرج إيفل "الكرة الطائرة الشاطئية".

استعرضوا التراث الاستثنائي لفرنسا ورأس مالها الذي أبرزته باريس 2024، خلال هذا العرض الاحتفالي، بمرورهم أمام العديد من المعالم الأثرية، كما لو أنهم يعبرون تاريخ فرنسا.

انطلق الحفل بمشهد للفنان الكوميدي الفرنسي المغربي الأصل جمال دبوز حاملاً الشعلة الأولمبية، وهو في طريقه الى ملعب كبير، لكنه فوجئ بأنه خالٍ من الجماهير.

وفي الوقت الذي كان يحاول فيه استيعاب ما حدث، وصل نجم كرة القدم الفرنسية الجزائري الأصل زين الدين زيدان، وأخذ منه الشعلة، وركض بها بين شوارع باريس وساحاتها، وسط أطفال يمارسون هوايتهم بالسكيت بورد ودراجات بي إم أكس حاولوا اللحاق به لالتقاط صورة، لكنه دخل الى محطة مترو واشترى تذكرة واستقل القطار أمام خيبة أمل كبيرة للأطفال الثلاثة الذين كانوا يلاحقونه.

توقف القطار فجأة وانطفأ النور فلحق به الأطفال وأخذوا منه الشعلة عبر النافدة وساروا بها على حافة النهر، حيث كاد تمساح أن يلتهمهم، قبل أن يلتقطها منهم رجل مقنع ومغطى الرأس على قارب بنهر السين وأخذهم معه في الطريق إلى ساحة تروكاديرو، وبدأ عرض مرور الوفود المشاركة على متن القوارب بدءاً من اليونان وصولاً إلى فرنسا.

أخذ البهلوان المتفرجين في رحلة مليئة بالأحداث عبر أجمل المواقع في باريس عبر تسلق البنايات وابرز المآثر التاريخية للعاصمة خصوصا كنيسة نوتردام ومتحف اللوفر وغيرها، كل ذلك في 12 لوحة فنية تضمنت دعوة للعيش معاً ورغبة في "أن نجتمع معاً في سلام واحترام وتنوع".

بصم مخرج الحفل توما جولي العرض بتنوع وحيوية المشهد الفني الفرنسي: مصمّمو الرقصات والملحنون ومصمّمو الأزياء وفنانو السيرك والمواهب الناشئة والمعترف بها عالميًا، بهدف الجمع بين العصور والسجلات والأنماط وأشكال الفن، قدم حواراً بين تراث متعدد الثقافات لفرنسا وأحدث أشكال التعبير الفني.

كما حول أرضية أحد الجسور إلى منصة عرض أزياء عملاقة، بسجادة حمراء وأرضية مربعات باللونين الأسود والأبيض.

تخلل الحفل فقرات غنائية كثيرة أبرزها للأميركية ليدي غاغا والفرنسية المالية آية ناكامورا، قبل أن تختتمه الكندية سيليون ديون، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، بأغنية نشيد الحب للمغنية الفرنسية إديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل، متحدية مرضها النادر الذي يمنعها من مواصلة مسيرتها الغنائية.

اختتم المشهد بمفاجأة مدوية، التقى الرجل المقنع بزيدان عند تروكاديرو وسلّمه الشعلة ومنه الى لاعب التنس الإسباني رافايل نادال المتوج ببطولة فرنسا المفتوحة 14 مرة "رقم قياسي".

لم تتوقف المفاجأة هنا، استقل "الماتادور" قارباً الى جانب نجوم آخرين: الأميركيان كارل لويس وسيرينا وليامز والرومانية نادية كومانتشي.

وبعد رحلة صغيرة سلّموا المشعل الى النجمة الفرنسية السابقة أميلي موريسمو، ومنها إلى توني باركر، قبل أن يتناوب على حملها أكثر من نجم في كرة اليد والترياثلون والرياضيين البارالمبيين، إلى أن وصلت الى العداءة المعتزلة ماري-جوزيه بيريك وبطل الجودو تيدي رينر اللذين قاما بإيقاد المرجل الأولمبي وسط عرض ضوئي مذهل في برج إيفل.

شكل المرجل الأولمبي قاعدة منطاد حلّقت فوق المدينة.  

يقرأون الآن