أصدر الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهاجري بيانا الليلة الماضية (السبت) أدان فيه بشدة الهجوم على مجدل شمس وطالب المؤسسات الدولية بالعمل على معاقبة المسؤولين عن مقتل الأطفال والصبيان في الهجوم الصاروخي.
ولم يذكر البيان بصورة واضحة اسم حزب الله، لكنها شديدة اللهجة وغير عادية، حيث أن الحدث وضع العلاقات بين حزب الله والطائفة الدرزية في مأزق شديد، رغم نفيه المسؤولية عن الهجوم.
كذلك أصدر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بيانا ادان في الهجوم، وعلق أيضا زعيم الحزب الديمقراطي طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب على الهجوم.
العلاقة مع الحزب
تعتبر علاقة حزب الله مع الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان قوية ولها أهمية كبيرة بالنسبة له، حيث ينشط حزب الله في سوريا في محيط المناطق التي تعيش بها الطائفة الدرزية.
ومرت هذه العلاقة بكثير من المطبات حيث اشتبك الطرفان في لبنان وسوريا عسكريا و سياسيا وحتى عقائديا.
وككل الطوائف انقسم الدروز بين مؤيد لحزب الله ومعارض في لبنان وسوريا.
أما في الداخل الإسرائيلي فيشارك الدروز بفاعلية بالجيش الإسرائيلي.
دروز اسرائيل في الجيش
ويقول حسن رباح المسؤول عن أمن قرية حرفيش الدرزية البالغ عدد سكانها سبعة آلاف نسمة، إن حوالى "80% من الرجال يعملون في الدفاع الوطني" أي في الجيش أو الشرطة أو الاستخبارات أو السجون.
وفيما يقاتل الجيش الإسرائيلي حركة حماس في قطاع غزة على مسافة مئتي كلم إلى الجنوب من قريتهم، ينصرف أبناء حرفيش للاهتمام بأمن حدود إسرائيل الشمالية التي تشهد بانتظام تبادلا لإطلاق النار مع حزب الله اللبناني.
أوضح رباح الذي يترأس مجموعة دفاع ذاتي تشكلت بعد هجوم حركة حماس "إننا قريبون جدا من الحدود اللبنانية، على مسافة أربعة كلم، وليس هناك سياج في قريتنا، وبالتالي تتولى آليتان القيام بدوريات بوتيرة متواصلة".
ويجوب عناصر المجموعة العشرون طرقات القرية المتعرجة فيما تتردد أصوات القصف الإسرائيلي الذي يستهدف بانتظام جنوب لبنان.
وتتمركز في المنطقة الكتيبة العسكرية 299 التي يشكل الدروز 70% من عناصرها.
إخوة السلاح
ويقيم الدروز منذ قرون في هذه المنطقة الجبلية الواقعة عند المثلث الحدودي بين ثلاث دول تبقى رسميا في حال حرب، وهي إسرائيل ولبنان وسوريا.
وقال المسؤول السياسي في حرفيش مفيد مرعي إن "كلّ درزي يرتبط بالأرض التي يعيش عليها، إنه رابط لا يمكن قطعه". ويمثل الدروز البالغ عددهم 149 ألف نسمة، اثنين بالمئة من التعداد السكاني الإجمالي لإسرائيل. وبموجب وضعهم الخاص كـ"إخوة السلاح"، إذ هم الوحيدون بين عرب إسرائيل الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، يتولى عدد متزايد منهم مناصب مدنية وعسكرية وسياسية عالية، رغم أنهم يشكون بشكل متواصل من التمييز.
علق مفيد مرعي في صالون منزله لوحة كبيرة تصور شقيقه العقيد نبيه مرعي الذي قتل في غزة عام 1996 وبات "بطلا" في القرية، ولا سيما بعدما بعث رسالة في مطلع السبعينات حين كان في الثامنة عشرة من العمر إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك طالبا منه الالتحاق بوحدة المظليين في الجيش.
وقال مفيد مرعي "هو مهّد الطريق لنا جميعا، منذ ذلك الحين بات لدينا مروحة من الاحتمالات".
"نموذجيّة"
وأوضح مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه أن ما يظهره الدروز من "نموذجية" وبسالة في القتال جعلهم حاضرين بقوة في وحدات النخبة.
وقال مرعي إن أكثر من "أربعين من أبناء الطائفة" الدرزية قتلوا في الأسابيع الأخيرة معظمهم خلال التصدي لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مشيرا إلى أن العسكري الإسرائيلي الأعلى رتبة الذي قتل في غزة هو درزي.
وسقط حوالى 1200 قتيل في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس بحسب السلطات، فيما قتل من الجانب الفلسطيني 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وأقامت قرية يانوح-جت القريبة هذا الاسبوع مراسم لتكريم الضابط عليم سعد، شقيق كمال، والذي قتل في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر خلال معارك مع مسلحين عند الحدود الشمالية.
وروى شقيقه "أجلى جنوده وعاد وحيدا، قُتل أربعة من الإرهابيين الخمسة وتوفي هو جراء إصابته. ضحى بنفسه حتى لا يفعلون بنا ما فعلوه في الجنوب".
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد مناطق شمال إسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين إسرائيل وحزب الله، وفصائل فلسطينية تنشط في جنوب لبنان.
عدد الدروز في الجيش
تبلغ نسبة الدروز، الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي 85%، وهي تفوق نسبة اليهود المنخرطين في صفوف الجيش،
يخدم الجنود الدروز في عدد من الوظائف في جيش الإحتلال الإسرائيلي، من بينها: المهام القتالية المهام الداعمة للقتال الاستخبارات سلاح الطب الكليات العسكرية التكنولوجيا واللوجستيات
يعيش اليوم في إسرائيل قرابة 143 ألف نسمة، بنسبة 1.6% من سكان إسرائيل، ونسبة 7.6% من مجمل السكان العرب فيها موزعين على العديد من المناطق، لا سيما الجليل والكرمل والجولان، وشغل عدد منهم عضوية الكنيست، وتقلدوا مواقع حكومية ووزارية ودبلوماسية في الحكومات الإسرائيلية.