كتب بارتون سوايم في صحيفة وول ستريت جورنال مقالا بعنوان "هل يستطيع ترامب التغلب على هاريس باستخدام 'الفطرة السليمة؟"
وقال سوايم في مقاله: "لقد تفاعل الساسة والخبراء الديمقراطيون بفرحة تكاد تصل إلى حد النشوة مع الأخبار التي تفيد بأن نائبة الرئيس كامالا هاريس من المرجح أن تحل محل الرئيس بايدن في اقتراع نوفمبر/تشرين الثاني."
وأشار سوايم إلى أن الديمقراطيين مفعمون بالحيوية قبل انعقاد مؤتمرهم في آب/أغسطس، وبالرغم من ذلك فإن الأكثر حكمة بين سماسرة السلطة في الحزب سيفيقون حين يدركون أنهم اختاروا تقدمية من الساحل الغربي تتمتع بمهارة سياسية ضئيلة للدفاع عن سجل بايدن في قضايا مثل التضخم والحدود وإلغاء ديون الطلاب والانسحاب من أفغانستان والفوضى الدولية المصاحبة، وفق قوله.
وذكر سوايم أن لجنة العمل السياسي المتحالفة مع ترامب قد أصدرت بالفعل إعلاناً يشير إلى أن هاريس تظاهرت بأن بايدن كان على ما يرام عقلياً وجسدياً حتى اللحظة التي انسحب فيها من السباق، وأضاف أنه يتوقع المزيد من مثل هذه المواد حول عمل هاريس كمدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو ومدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وميلها إلى التحدث بجمل غير مفهومة، وإهمالها لأزمة الحدود التي حملها البيت الأبيض المسؤولية عنها.
في المقابل، يرى الكاتب بأن تصريحات ترامب في التجمعات الانتخابية -المكتوبة وغير المكتوبة على حد سواء- أصبحت تحتوي على منطق سياسي، مشيراً إلى أن ترامب قد حرم الحملة الديمقراطية مما كان في عهد بايدن موضوعها الرئيسي: أن ترامب "يشكل تهديداً للديمقراطية".
ووفق ملاحظة الكاتب فإن شعبية ترامب بين الأميركيين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط هي إلى حد كبير نتاج جنون التقدمية، حيث إن الرئيس السابق ترشح لفترة وجيزة للرئاسة في عام 2000 دون جدوى، وألمح في عام 2011 إلى أنه سيترشح، دون جدوى أيضاً، فقط في عام 2016، عندما تصاعدت الليبرالية الحديثة في زمرة من ما نسميه الآن أيديولوجيات "المستيقظين" - الهوس بالهوية العرقية والجنسية، وكراهية أميركا والغرب، وكراهية إنفاذ القانون - أشعل ترشيح ترامب حماسة العاملين بأجر وأصحاب المتاجر في البلاد.
وأضاف بأن شعبية ترامب هي مقياس لمدى استياء الطبقة المتوسطة والطبقة العاملة من أوهام وانحرافات النخبة التقدمية غير الليبرالية، ولهذا السبب -وفق الكاتب- ترتفع أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به، كما يحب أن يذكر الجماهير، في كل مرة يوجه إليه الادعاء الاتهامات.
ويختتم الكاتب مقاله، بالقول إن ذوي المناصب اليساريين يزعمون أنهم يكرهون دونالد ترامب أكثر من أي شيء آخر، ولوقف صعوده، كل ما عليهم فعله هو الاعتدال، أو ممارسة القليل من الحس السليم.