الوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية اليوم، ينذر بانفجار قتال واسع، ينتظر أن يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد لبنان، دون مراعاة لقواعد الحرب، ولا ضرورة تجنّب قتل المدنيين.
توعّد نتانياهو "حزب الله" بعد الهجوم على مدينة "مجدل شمس"، واعتبر أن هذه جريمة شنعاء ضد الأطفال المدنيين، لذلك فهي تستحق رداً مدمراً من قبل إسرائيل، على حد وصفه.
هذه اللغة، وهذا العذر، وهذا المبرر، هو ذاته المبرر لجرائم الإبادة الجماعية، التي اقترفتها قوات الجيش الإسرائيلي، ضد السكان المدنيين العزل في غزة.
وكان نصر الله قد أنذر إسرائيل منذ أيام، في كلمات واضحة، بأن قيام إسرائيل مؤخراً باستهداف المدنيين في الجنوب اللبناني، سوف يلزم المقاومة الإسلامية بالرد بالمثل، دون مراعاة لأي قواعد في مستوطنات الشمال الإسرائيلي.
إزاء هذا الوضع، طالبت واشنطن، وقوات الأمم المتحدة، كل الأطراف بضبط النفس، حتى لا يتسع نوع من القتال المدمر.
وإزاء هذا الوضع، أصدرت الحكومة اللبنانية بياناً، استنكرت فيه أي أعمال ضد أي مدنيين في أي اتجاه.
وقام وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، ذو الهوية الدرزية السياسية، بإدانة أي أعمال ضد أي مدنيين، محاولاً اتخاذ موقف غير طائفي، ولكن مبدئي، رغم أن قرية مجدل شمس، هي قرية درزية من السكان الدروز حائزي الجنسية الإسرائيلية.
في ذات الوقت، نفت مصادر "حزب الله" أي مسؤولية عن عملية مجدل شمس، على أساس أنه ليس من سياسة الحزب استهداف مدنيين، في أي مرحلة من مراحل الصراع مع إسرائيل.
ويحاول المبعوث الأمريكي للبنان، بذل أقصى الجهود الدبلوماسية، من خلال اتصالات مكثفة مع رئيس البرلمان، نبيه بري، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي.
الكرة الآن في ملعب نتانياهو، الذي عليه أن يحسم، هل يريد توسيع الصراع العسكري إلى الجهة اللبنانية، ويهرب من عملية جبهة غزة إلى جبهة الجنوب اللبناني؟
الكرة عند نتانياهو.