لبنان

هل ضربة إسرائيل للبنان ستكون كضربتها لإيران.. لحفظ ماء الوجه فقط

هل ضربة إسرائيل للبنان ستكون كضربتها لإيران.. لحفظ ماء الوجه فقط

تترقب جميع الأوساط في المنطقة والعالم سيناريوهات وشكل الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي على "مجدل شمس" بالجولان السوري المحتل، الذي تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية "حزب الله" عنه رغم نفيها الأمر.

ومن خلال تحليل المعطيات والظروف المحيطة في المنطقة وتحديدا بين إسرائيل و"حزب الله" منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، يُستنتج أن إسرائيل قد لا تكون بحاجة إلى ذرائع مستجدة لاستهداف "حزب الله" في جنوب لبنان.

وبعد أيام قليلة من بدء حرب غزة، قام "حزب الله" بتنفيذ العديد من الهجمات على مواقع إسرائيلية، وردت إسرائيل بقصف مواقع الحزب بالمدفعية وتنفيذ هجمات جوية استهدفت عددا من قياديي "حزب الله"، واستمر تبادل إطلاق النار بين الطرفين حتى الآن.

خطأ تقني

ويقول متابعون إنه بالنظر إلى العمليات التي ينفذها "حزب الله" ضد إسرائيل سواء بالمواقع المستهدفة أو بالأسلحة المستخدمة، فإن التحليل الأقرب إلى الواقع يرجّح احتمال وقوع خطأ تقني يتعلق بالتوجيه أو أية أسباب تقنية أخرى أدت إلى وقوع الصاروخ في بلدة مجدل شمس الدرزية، خصوصا في ظل قصر المسافة التي لا تزيد عن 12 كم.

كما أنه لا مصلحة لـ "حزب الله" باستهداف تلك المنطقة تحديدا، والتي تقع في الجولان السوري المحتل، وتسكنه الطائفة الدرزية، وهذا ما يفسر إسراع الحزب إلى نفي إطلاق الصاروخ بعد دقائق من سقوطه.

وفي ظل الدعوات الإقليمية والدولية لعدم توسع الحرب ومحاولة احتواء الأحداث الجارية على الجبهة الشمالية لإسرائيل، تمثل هذه الحادثة في توقيتها وكيفيتها فرصة سانحة لنتنياهو للتخلص من الضغوط في هذا الاتجاه وتوجيه ضربة قوية لميليشيا "حزب الله" في الجنوب اللبناني، خصوصا أن الحكومة والجيش الإسرائيلي يركزان في روايتهما عن الحادث على أنه استهداف مباشر للمدنيين وهو الأعنف منذ هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها "حماس" وباقي فصائل المقاومة في غزة.

نتنياهو سارع بالعودة إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، رغم أهمية الزيارة، وصرح بأن "حزب الله" "سيدفع ثمنًا باهظًا لهذا الهجوم، وهو الثمن الذي لم يدفعه حتى الآن".

وقامت الحكومة الأمنية ووزير الدفاع يوآف غالانت بتفويض نتنياهو لاتخاذ القرار بشأن كيفية الرد وتوقيته.

السيناريو المتوقع

ويؤكد مراقبون أنه رغم شن إسرائيل عدة غارات على القرى المحيطة بمدينة صور اللبنانية، وعلى البقاع في شرق لبنان بعد الهجمة الصاروخية على بلدة مجدل شمس، وإعلان مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أنه يتحدث مع نظرائه الإسرائيليين واللبنانيين، ويعمل على إيجاد حل دبلوماسي "لإنهاء جميع الهجمات مرة واحدة، وإلى الأبد" إلا أن إسرائيل، وبحسب تصريحات نتنياهو وغالانت، تعد العدة لتوجيه ضربة قوية لـ "حزب الله".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، الجنرال هرتسي هاليفي، عقد اجتماعاً لتقييم الوضع، وللمصادقة على الخطط العسكرية للجبهة الشمالية، وأعلن حزب الله على إثر ذلك حالة استنفار شديد وإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان، وفي سهل البقاع، شرق لبنان تحسبا للهجوم الإسرائيلي.

وتُدرك إسرائيل تماما حجم قدرات "حزب الله" ومخزون الأسلحة الذي يمتلكه، إضافة إلى احتمال تدخل إيران بشكل أو بآخر إذا نفذت تل أبيب عملية عسكرية متكاملة بهجوم جوي وبري، إضافة إلى انشغالها في جبهة غزة التي تستهلك جزءا كبيرا من مجهودها الحربي.

واستنادا إلى تحليل وتتبع مسار العمليات العسكرية الإسرائيلية في تعاملها مع الأحداث والهجمات المتزامنة، خصوصا التي واجهتها خلال حرب غزة كهجمات الحوثي، فإنّ السيناريو الأقرب والمتوقع أن تستغل إسرائيل تفوقها الجوي بتنفيذ ضربات جوية ثقيلة مركزة ومنتظمة قد تستمر عدة أيام بشكل مكثف تستهدف فيها البنية التحتية لـ "حزب الله" إضافة إلى مستودعات ومخازن الأسلحة ومواقع تمركز القوات، تكون نتائجها غير كارثية ولن تؤدي الى حرب اقليمية، خصوصا ان تل ابيب احاطت من يعنيهم الامر بالضربة واهدافها.

وفي الوقت نفسه ستعمل الأجهزة الاستخبارية على تنفيذ عمليات تتبع مكثفة وتحديد مواقع انتشار قيادات الحزب واستهدافها بضربات جوية مباشرة. 

يقرأون الآن