أربعة أشهر كاملة أمام الذين يحملون الجنسية الأميركية، للإختيار بين المرشحين لانتخابات رئيس الجمهورية الاتحادية الأميركية: الرئيس السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس الحالي كاميلا هاريس، وسط تساؤلات أيهما الأفضل لسكان الكرة الأرضية، ومن بينهم اليهود على أرض فلسطين.
في العام 1960، ووسط تنافس حاد بين المرشحين ريتشارد نيكسون وجون كينيدي، سئل الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو، الذي كانت بلاده على عداوة مع الولايات المتحدة الأميركية: "أيهما تفضّل، نيكسون أم كينيدي؟"، فأجاب: "لا يمكن المقارنة، فأميركا لا يحكمها إلاّ حزب واحد وله جناحان: الجناح الجمهوري ويمثل القوة المتشددة، والجناح الديمقراطي ويمثل القوة الناعمة… لا يوجد فرق في الأهداف والاستراتيجيات، أما الوسائل والأدوات فتختلف قليلاً…".
بعد 64 سنة على هذا الكلام، هل حصل أي فرق في الاستراتيجيات والأهداف؟
الواضح أن جميع المرشحين الى الانتخابات الأميركية، وفي كل الظروف، يتسابقون على إظهار دعمهم المطلق لاسرائيل من دون أي تردد، مع تجاهل شبه تام لكل القضايا العربية، باعتبار ان "إسرائيل" هي حاملة الطائرات الثابتة لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
ولم ينس الشعب العربي مشهد الغبطة المفرطة التي كانت تغمر ترامب، في العام 2017، عندما كان يوقّع على اعتماد القدس المحتلة عاصمة لاسرائيل، وبإعلان نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، متقدماً على كل الرؤساء الذين سبقوه في هذا المجال.
وهناك قناعة تامة أن هاريس لم تكن لتصل إلى موقع نائب الرئيس لولا التأييد والدعم اليهودي لها، وها هي بالأمس عندما اجتمعت مع رئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشارت في حديثها الى الجانب الانساني من حرب غزة التدميرية، قامت عليها الدنيا ووسائل الاعلام ولم تقعد.
وهي غداً قد لا تحظى بترشيح الحزب الديمقراطي لها إذا لم تقدم كل طاعة ودعم لكل ما يخص اسرائيل!