في خطابه اليوم الثلاثاء، علّق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، على مقتل القياديين في حركة حماس، إسماعيل هنية وحزب الله فؤاد شكر، موجهًا تهديدات إلى إسرائيل.
وأكد حسن نصر الله أن مقتل هنية وشكر لن يمر دون رد، وأن المقاومة ستظل صامدة في وجه "العدوان الإسرائيلي"، كما دعا إلى توحيد الصفوف وتعزيز التعاون بين فصائل المقاومة.
تهديدات متكررة
تكررت تهديدات حسن نصر الله لإسرائيل في العديد من خطاباته السابقة، حيث غالبًا ما يستخدم نبرة حادة ومصطلحات قوية.
هذا الخطاب لا يختلف كثيرًا عن الخطابات السابقة في هذا الصدد، قد يرى البعض أن هذه التهديدات تهدف بشكل رئيسي إلى رفع معنويات أنصار حزب الله وحلفائه في المنطقة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها المقاومة في الفترة الأخيرة.
ورغم التهديدات العلنية، فإن حزب الله كان حذرًا في تنفيذ عمليات واسعة ضد إسرائيل في الفترة الأخيرة، والأسباب تعود إلى توازن القوى والحسابات الاستراتيجية الدقيقة التي تأخذ في الاعتبار التبعات الكبيرة لأي تصعيد شامل، لذا، من المحتمل أن تكون التهديدات الأخيرة جزءًا من حرب نفسية أكثر من كونها مؤشرًا على نية حقيقية لتنفيذ عمليات كبيرة.
تعزيز التحالفات
أشار نصر الله إلى ضرورة توحيد الصفوف وتعزيز التعاون بين فصائل المقاومة، وهو أمر يسعى حزب الله إلى تحقيقه منذ فترة.
هذه الدعوة ليست جديدة، ولكنها تأتي في سياق محاولات الحزب لتعزيز موقعه كلاعب رئيسي في محور المقاومة، خاصة بعد تراجع الدعم الدولي والإقليمي للفصائل الفلسطينية.
الخطاب يحمل أيضا رسائل متعددة المستويات؛ فهو يهدف إلى طمأنة القاعدة الشعبية لحزب الله بأن الحزب لا يزال قويًا ومتماسكًا، وقادرًا على الرد على أي اعتداءات، كما يرسل رسالة إلى إسرائيل بأن الحزب لا يزال في حالة استعداد دائم، حتى وإن كان الفعل على الأرض محدودًا.
تقييم جديّة التهديدات
لا يمكن إنكار قدرة حزب الله العسكرية، ولكن تنفيذ تهديدات نصر الله بشكل شامل قد يتطلب استعدادات طويلة وتنسيقًا مع الحلفاء الإقليميين، مثل إيران وسوريا، وهو أمر لا يبدو محتملًا في الوقت الراهن بسبب الأوضاع المعقدة في المنطقة.
كما أن الوضع الإقليمي الحالي، يضيف تعقيدات جديدة لأي خطة تصعيد من قبل حزب الله، وقد تكون التهديدات جزءًا من استراتيجية الحزب لإبقاء خصومه في حالة تأهب دائم، دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة غير محسوبة العواقب، وهو ما اعترف به خلال خطابه الأخيرة.
الوضع الداخلي في لبنان أيضًا يلعب دورًا مهمًا في تحديد سلوك حزب الله، الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد تجعل من الصعب على الحزب فتح جبهة جديدة مع إسرائيل قد تزيد من معاناة الشعب اللبناني.
خطاب مكرر وتهديدات غير معقولة
خطاب حسن نصر الله الأخير يحتوي على تهديدات قد تبدو مكررة إذا نظرنا إلى الواقع السياسي والعسكري في المنطقة، والخطابات السابقة حملت نفس المعنى والدلالات أيضًا، لكن لم ينفذ منها شئ على أرض الواقع.
الحزب يستخدم هذا النوع من الخطابات لتعزيز موقعه بين أنصاره وإرسال رسائل إلى خصومه، ولكن التنفيذ العملي لهذه التهديدات يظل معتمدًا على حسابات معقدة وتوازنات دقيقة.