أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، أسماء 19 ناشطا في حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين قُتلوا، كما قالا، في غارة جوية صباح السبت على غرفة قيادة تابعة للحركتين في مدرسة التباعين في مدينة غزة.
وقالت وكالة الدفاع المدني التابعة لحماس في قطاع غزة أن أكثر من 90 شخصا قُتلوا في الغارة الجوية، ووصفت الحادث بأنه "مذبحة مروعة". وندد العديد من الدبلوماسيين الغربيين والوسطاء المصريين والقطريين في محادثات وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن والعديد من الدول الإسلامية بإسرائيل بسبب الغارة الجوية.
وقال البيت الأبيض إنه "قلق للغاية" بشأن الغارة الجوية ويسعى للحصول على مزيد من التفاصيل، مضيفا أن عددا كبيرا جدا من المدنيين ما زالوا يُقتلون في حرب غزة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان "نعلم أن حماس تستخدم المدارس كمواقع للتجمع والعمل، لكننا قلنا أيضا مرارا وتكرارا أن إسرائيل يجب أن تتخذ تدابير لتقليل الضرر بين المدنيين".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد تم تنفيذ الضربة باستخدام ثلاث "ذخائر دقيقة" ضد غرفة قيادة الحركتين التي كانت موجودة داخل مسجد في مجمع مدرسة التباعين.
وقال الجيش إن اللقطات التي تم التقاطها بعد الضربة أظهرت عدم وجود أضرار جسيمة في المجمع المدرسي المحيط. كما قال إن الصواريخ "لا يمكن أن تسبب الأضرار التي تتوافق مع التقارير بشأن الضحايا التي نشرها مكتب الإعلام الحكومي في غزة".
وفي تصريحات باللغة الإنكليزية أدلى بها في وقت لاحق من يوم السبت، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إنه وفقا لـ"مؤشرات استخباراتية مختلفة" هناك "احتمال كبير" بأن قائد لواء المعسكرات المركزية في الجهاد الإسلامي، أشرف جودة، كان موجودا أيضا في المدرسة عندما تعرضت للقصف، مضيفا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان جودة قد قُتل في الضربة.
وقال هغاري في بيان مصور "خلال الأشهر الأخيرة، ركزت حماس بشكل متزايد على استغلال المباني المدرسية، والتي غالبا ما يلجأ إليها المدنيون، لاستخدامها كمرافق عسكرية ومراكز قيادة وتحكم، ولتخزين الأسلحة، وتنفيذ الهجمات الإرهابية".
وأضاف هغاري "خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت استخباراتنا تراقب عن كثب منشأة عسكرية نشطة لحماس والجهاد الإسلامي، حيث كان يعمل حوالي عشرين مسلحا من حماس والجهاد الإسلامي"، مضيفا "بعد أن تلقينا معلومات استخباراتية واضحة عن التهديد الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون ووفقا للقانون الإنساني الدولي، اتخذنا خطوات عديدة للتخفيف من المخاطر على المدنيين، بما في ذلك استخدام الاستطلاع الجوي قبل الضربة واختيار الذخائر الدقيقة للغاية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين".
وأضاف هغاري "في وقت مبكر من صباح اليوم، نفذ جيش الدفاع ضربة دقيقة ضد الإرهابيين في مبنى محدد من المجمع. وهي المنطقة التي لم يكن فيها نساء وأطفال وفقا لاستخباراتنا".
وقال هغاري أيضا إن عدد الضحايا الذي أعلنته حماس "لا يميز بين المقاتلين وغير المقاتلين، ولا يتطابق مع المعلومات التي يحتفظ بها جيش الدفاع".
ولم يتضح بعد عدد القتلى الإجمالي، وعدد القتلى من المقاتلين.
وقال هغاري يوم السبت "منذ بداية هذه الحرب، تستغل منظمتا حماس والجهاد الإسلامي الإرهابيتين بشكل منهجي السكان المدنيين والبنية الأساسية في غزة لصالح أنشطتهما الإرهابية ضد دولة إسرائيل. يشمل هذا شبكة حماس الضخمة من الأنفاق تحت الأرض والتي تمر تحت المدن والمستشفيات والمساجد والمدارس ومرافق الأمم المتحدة، والتي يستخدمها الإرهابيون لشن الهجمات وتخزين الأسلحة واحتجاز الرهائن الإسرائيليين".
وأضاف "كما يشمل ذلك المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة، والتي تم اختراقها وتسليحها بشكل متكرر من قبل حماس والجهاد الإسلامي، حيث تم العثور على إرهابيين ومداخل أنفاق. وبشكل متزايد، في الأشهر الأخيرة، ركزت حماس على استغلال المباني المدرسية، والتي غالبا ما يحتمي فيها المدنيون، لاستخدامها كمرافق عسكرية ومراكز قيادة وتحكم لتخزين الأسلحة وتنفيذ الهجمات الإرهابية".
وفقا للتقييمات العسكرية، فإن عناصر حماس يواجهون صعوبة في البقاء داخل الأنفاق مع استمرار الحرب الطويلة، وبالتالي ينتقلون بشكل متزايد إلى مواقع فوق الأرض، بينما يختبئون بين الأبرياء.
وقالت مصر أن "القتل المتعمد" الذي نفذته إسرائيل يوم السبت بحق الفلسطينيين أظهر أنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة وسط مفاوضات للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن من قبل حماس مقابل وقف إطلاق النار.