أشعل وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عاصفة جدل وانتقادات بعد تصريحاته التي تناول فيها مقاربته للأزمة اليمنية.
ونددت عدة دول ومنظمات بالتصريحات الصادرة على لسان قرداحي، والتي وضعته في خانة المدافعين عن مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران.
وسارع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى احتواء تصريحات قرداحي، معبرا عن رفضه لها.
وقال ميقاتي، في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام: "بخصوص كلام وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع، فهو كلام مرفوض، ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديداً الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
وفي أعقاب ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السعودية استدعاء السفير اللبناني لديها للاحتجاج على تصريحات قرداحي.
وكتبت الخارجية السعودية على حسابها الرسمي بموقع "تويتر": وزارة الخارجية تستدعي سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة وتسلمه مذكرة احتجاج رسمية بعد التصريحات المسيئة الصادرة من وزير الإعلام اللبناني حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن".
وجاء في البيان: "تعرب وزارة الخارجية عن أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي تعد تحيزا واضحا لمليشيات الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة".
وأكدت الخارجية السعودية أن "تصريحات قرداحي تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين".
وتابعت: "ونظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المسيئة من تبعات على العلاقات بين البلدين، فقد استدعت وزارة الخارجية سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".
من جهتها، استنكرت دولة الإمارات بشدة التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني ضد تحالف دعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن "استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء هذه التصريحات المشينة والمتحيزة، التي أدلى بها جورج قرداحي وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية، والتي أساءت إلى دول تحالف دعم الشرعية في اليمن"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية.
واستدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي "سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة وأبلغته احتجاجها واستنكارها على هذه التصريحات، التي تعد مهاترات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وتاريخ علاقات لبنان مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتنم عن الابتعاد المتزايد للبنان عن أشقائه العرب".
كما أعلنت وزارة الخارجية الكويتية، الأربعاء، استدعاء القائم بالأعمال اللبناني، قائلة "أعربت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم عن استنكار ورفض دولة الكويت الشديد للتصريحات الإعلامية الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني تجاه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتان والتي اتهم فيها البلدان الشقيقان باتهامات باطلة تناقض الدور الكبير والمقدر الذي يقومان به في دعم اليمن وشعبه".
وأبرز البيان أن تصريحات قرداحي "لم تعكس الواقع الحقيقي للأوضاع الحالية في اليمن وتعتبر خروجا عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية وتغافل عن الدور المحوري للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن".
في البحرين، استدعت وزارة الخارجية سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج عبرت فيها عن استنكار المملكة الشديد للتصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني تجاه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما ساقه تجاه مجريات الحرب في اليمن من إدعاءات باطلة تنفيها الحقائق الموثقة والبراهين المثبتة دوليًا.
وأكدت الوزارة في مذكرتها أن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي الإرهابية، بحق الجمهورية اليمنية وشعبها الشقيق، واعتداءاتها المستمرة على المملكة العربية السعودية، منذ انقلابها غير الشرعي على الحكومة، تدحض هذه التصريحات غير المسؤولة التي خالفت الأعراف الدبلوماسية، ومثلت إساءة مقصودة لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتجاهلت المبادئ والقيم التي تحكم العلاقات الأخوية بين الدول العربية.
من جهته، أصدر وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، توجيهات للسفير اليمني في بيروت، بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار بشأن تصريحات قرداحي.
وقال بن مبارك إن هذه التصريحات تعد خروجا عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة.
الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف عبّر هو الآخر عن رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني، والتي قال إنها تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن.
وطالب الأمين العام وزير الإعلام اللبناني بالرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في كافة المجالات والميادين، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
سكاي نيوز