ضمن استضافتي في حلقة ساعة حوار على قناة العربية والذي تقدمه الإعلامية البارزة ريم بوقمرة تم طرح قضية مهمة هي مدى الحاجة لنظام إقليمي جديد بالشرق الأوسط وكان مما ذكرته أن الأوضاع البائسة لكثير من دول الإقليم من حروب وفقر ودماء ودمار ومستقبل مظلم تظهر الحاجة الماسة للتحرك وتقديم أفكار جديدة للدول التي تتقاسم المساحة الجغرافية الممتدة من شرق الخليج إلى المحيط...
نظام إقليمي يضم جميع الدول العربية بتوجهاتها المختلفة وإيران وتركيا وإسرائيل للوصول لحلول واقعية لمشاكل المنطقة المزمنة بعيدا عن مسار الحروب والعنف التي لم ولن تحل إشكالاً قط، وتخلق دائماً علاقة خسارة - خسارة سواء داخل الوطن الواحد أو في العلاقة بين دول الإقليم، وأفضل من ذلك الأخذ بالسلام والحوار كخيار استراتيجي وحيد لحل الخلافات والنزاعات كي نصل لمعادلة الربح - الربح للجميع...
آخر محطة:
توفر لدول الإقليم قبل 70 عاماً أي في 1954 نظام إقليمي رائع كان يفترض أن يضم الدول العربية وتركيا وإيران وباكستان وبريطانيا مدعوماً من الولايات المتحدة والغرب وكان يهدف لإثراء دول المنطقة وحل مشاكلها عبر منع الحروب وخلق مشروع لها أقرب لمشروع مارشال الاقتصادي الذي نهض بدول غرب أوروبا وشرق آسيا، سمي مشروع ايزنهاور للشرق الأوسط وضمنه حل للقضية الفلسطينية عبر منح حق العودة للبعض والتعويض المالي للبعض الآخر،
وبدلاً من دعم ذلك النظام الإقليمي الذي سمي بـ حلف بغداد والمطابق لـ حلف الناتو الذي قوى ووحد ونهض بالدول الاوروبية رغم الاختلافات والخلافات القوية الماضوية بين دولها وأعراقها وطوائفها... بدلاً من الالتزام بذلك الحلف ودعمه وهو ما يقرب ويوحد دول المنطقة، قام الرئيس عبدالناصر الذي كان يرسم سياسته مستشاره هيكل بمهاجمة ذلك الحلف وتبعته الثوريات العربية الجاهلة بالعلن وإسرائيل بالسر،
حيث كانت تعلم عدم قدرتها على الحرب والتوسع بوجود ذلك الحلف القوي الذي كان سيمنع عشرات الحروب والنكبات والنكسات العسكرية اللاحقة... الآن... ما اخفقنا به سابقاً لماذا لا نقوم به عبر خلق نظام إقليمي جديد ننهي من خلاله كل الصراعات ونبدأ بالتحول بالمنطقة لـ …. مشروع أوروبا الجديدة؟!!