منوعات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

‏"ماما روزا".. قصة ألمانية أنقذت مئات المهاجرين

‏

‏"الوحيدة التي تستحق الاحترام بعد أمي هي ماما روزا"، بهذه ‏الكلمات عبّر آلاف المهاجرين المغاربة غير القانونيين الذين ‏اجتازوا الطريق إلى أوروبا من اليونان، عن حبّهم وعظيم ‏امتنانهم للسيدة روزا صاحبة جمعية خيرية اعتنت بهم ‏ووفرت لهم المؤونة والعلاج والمبيت والرعاية مجانا.‏

أم "الحراقة"‏

فقد أحيت أنباء مرض السيدة الألمانية روزا التي تقبع بحالة ‏حرجة في بلدها، ذاكرة العديد من "الحراقة"، وهي تسمية ‏تطلق عادة على المهاجرين غير الشرعيين من المغرب ‏العربي والأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى ثم لحق بهم ‏العديد من المهاجرين من آسيا.‏

وعبّر هؤلاء خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن جزيل ‏امتنانهم للسيدة، مستذكرين كيف ظلت سنوات طويلة تُقدم ‏خدماتٍ جليلة لهم.‏

كما تناقلوا مآثرها، وما لقوه منها عندما كانوا في أمس الحاجة ‏إلى مساعدة، وهم يعبرون الحدود للدخول إلى القارة الأخرى، ‏حيث مر بالسيدة "روزا" مهاجرون عبروا من اليونان، ‏وألبانيا، ومونتينيغرو وصولا إلى البوسنة، وجميعهم زاروا ‏مقر جمعيتها الخيرية في مدينة "سالونيك" اليونانية.‏

‏"أيقونة المهاجرين"‏

غير أن ما جعل "ماما روزا"، "أيقونة" المهاجرين غير ‏الشرعيين، يعود لإشرافها على علاج "الحراقة" بنفسها، حيث ‏قدّمت لهم الخدمات الطبية بعد الرحلات المرهقة التي قضوها.‏

فقدمت السيدة الدواء والرعاية جراء عبروهم لعشرات ‏الكيلومترات مشيا على الأقدام في ظروف مناخية صعبة.‏

فضلا عن ذلك، أكدت عشرات الشهادات المتطابقة أن السيدة ‏‏"روزا" كانت تزود "الحراقة"، بالمؤونة والملابس وتأويهم ‏في مقر الجمعية.‏

وأفاد فتحي.ب (32 سنة)، أنه كاد يموت وهو يقطع الحدود ‏في رحلته للوصول إلى أوروبا، إذ قال لـ"العربية.نت"، إنه ‏عاد إلى الجزائر بعد تجربة فاشلة في أوروبا، لكن الأكيد أنه ‏لن ينسى ما قضاه في رحلة الذهاب خاصة، والتي كانت برا ‏عبر تركيا واليونان، ولدى مروره بمدينة "سالونيك"، حيث ‏عرفت معنى الإنسانية مجسدة في شخص "ماما روزا".‏

وأضاف بعد أن انتهى به المطاف مرحلا من إسبانيا إلى ‏الجزائر بعد 5 سنوات قضاها متجولا بين البلدان الأوروبية، ‏أنه تعرف على السيدة بعدما سمع عن مآثرها، موضحا أنها ‏عالجت قدمه بيديها من الندوب التي أصابتهما إثر المشي.‏

‏"الإنسانية لا جنسية لها"‏

يذكر أنه وخلال اليومين الماضيين، تناقل عشرات "الحراقة"، ‏بين من يتواجدون في أوروبا وآخرون عادوا إلى أوطانهم ‏قصصهم مع "ماما روزا"، وأجمعوا على أنها الوحيدة التي ‏تستحق الاحترام بعد الأم.‏

وشددو على أن "الإنسانية لا جنسية لها".‏

أما "الحراقة"، فهي تسمية تطلق عادة على المهاجرين غير ‏الشرعيين من المغرب العربي والأفارقة من جنوب الصحراء ‏الكبرى ثم لحق بهم العديد من المهاجرين من آسيا.‏

يقرأون الآن