أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد، إيران، رفضه الانجرار إلى حرب شاملة مع إسرائيل، وذلك في وقت تهدد فيه طهران برد عسكري على تل أبيب، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على أراضيها.
مخاوف الأسد
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمني سوري وآخر أوروبي، أن الأسد أبلغ إيران بأنه لا يريد الانجرار إلى حرب شاملة مع إسرائيل، خصوصاً مع وجود أزمة اقتصادية تعاني منها مناطق سيطرته، جراء سنوات من العقوبات المفروضة عليه.
ويخشى الأسد من أن تُفاقم الحرب الشاملة مع تل أبيب، الأزمة الاقتصادية، والتي أدّت إلى موجة سخط واحتجاجات بين شرائح كبيرة من السوريين تحت نفوذه.
وكان الأسد قد تلقى رسائل من إسرائيل، نقلتها دولة الإمارات، حذرته خلالها من مغبة السماح للميلشيات المتحالفة مع إيران، باستهداف الجولان المحتل انطلاقاً من مناطق سيطرته في الجنوب السوري، كما حذرته حينها من الانخراط في حرب ضدها، مع بدء عدوان الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل نحو 10 أشهر، وفق موقع “أكسيوس”.
ومنذ بدء الحرب في غزة، اتخذ الأسد موقفاً محايداً مما يجري في غزة، باستثناء بعض التصريحات المنددة، كما منع أي مظاهر التضامن مع القطاع، بينما دخل حلفاؤه في “محور المقاومة” في جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة.
تصدّعات بالمحور
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى حقيقة وجود تصدعات وخلافات بدأت تتسلل إلى “المحور الإيراني”، منذ أن توعدت إيران بالرد على مقتل هنية، في 31 تموز/يوليو، في طهران.
فبينما توعدت إيران بالرد والانتقام من إسرائيل لهذا الانتهاك الصارخ لأراضيها، إلا أنها عمدت وراء الكواليس إلى دراسة هذا الرد بتأنٍّ على نحو لا يأتي بأضرار بليغة عليها، بحسب الصحيفة.
وقالت “أن هذا التأني خلق بعض التصدعات في شبكة الميليشيات التي أنشأتها ودعمتها عسكرياً مدى سنوات، في العراق واليمن وحتى لبنان، إذ يتواجه حزب الله منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بشكل شبه يومي مع الجيش الإسرائيلي”.
وتابعت الصحيفة إنه بينما تدرس طهران كيفية ضرب الكيان الإسرائيلي بالقدر الكافي لترسيخ قوة الردع، من دون تشجيع عمل انتقامي ضخم، يبدو أن المصالح المتنوعة لمختلف الميليشيات المتحالفة معها، يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الأمور”.