وسط الهدوء النسبي الذي خيم خلال الساعات الماضية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إثر الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله فجر أمس الأحد، وعلى الرغم من تأكيد زعيم الحزب اللبناني المدعوم إيرانياً، حسن نصرالله أن الجولة الأولى من الرد الانتقامي على اغتيال أكبر قياديه فؤاد شكر،انتهت، إلا أن التأهب سيد الموقف في إسرائيل.
فبعد كشف نصرالله أمس أن رد الحوثيين في اليمن وإيران آت، وبشكل منفرد وفق حسابات كليهما، تترقب تل أبيب جولة أخرى من الهجمات.
توعد الحوثي
لاسيما أن الحوثيين أكدوا في بيان أمس أن ما وصفوه بـ "الرد القوي والفاعل على اغتيال شكر لا يزال مفتوحا".
كما جددوا التأكيد أن "الردّ اليمني آت حتماً والأيام والليالي والميدان هي ما سيثبت ذلك"، في إشارة إلى الردّ على قصف إسرائيل ميناء الحديدة الشهر الماضي.
كذلك، توعدت بعض الفصائل العراقية أيضاً بشن هجمات مقبلة.
فقد ألمح قيس الخزعلي، الأمين العام لعصائب أهل الحق، بعدما هنأ حزب الله على هجومه، ببيان نشر مساء أمس على حسابه في منصة إكس أن "الرد آت لا محال".
إلى ذلك، انتشر أيضاً بيان للمقاومة الإسلامية في العراق يؤكد استئناف العمليات العسكرية ضد إسرائيل.
هجوم مدروس
أما على الصعيد الإيراني الرسمي، فأكد وزير الخارجية عباس عراقجي بدوره أن بلاده سترد حتماً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران.
كما شدد على أن طهران لا تخشى التصعيد، إلا أنه ألمح إلى أن الرد سيكون مدروساً.
وفي السياق، أوضح المحلل والخبير في الشؤون الإيرانية مسعود الفك للعربية/الحدث اليوم الاثنين، أن تلك التصريحات تشابه التصريحات القديمة التي دأبت سوريا وإيران وحتى حزب الله على إطلاقها من أن الرد سيكون في القوت والزمان المناسبين.
إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أن طهران سترد بشكل من الأشكال لدفع الإحراج عنها، لاسيما أن اغتيال هنية وقع في عقر دارها، مع الأخذ بعين الاعتبار أوضاعها الداخلية لجهة تردي الاقتصاد، فضلا عن التواجد العسكري الأميركي في المنطقة.
وتتوقع إسرائيل أن ترد طهران خلال الفترة المقبلة بشكل يتفادى اندلاع حرب شاملة وصراع إقليمي، تماما كما فعل حزب الله أمس، وإن بشكل مختلف ربما.
فيما أوضح المسؤولون العسكريون الإسرائيليون مرارا خلال الفترة الماضية أنهم جاهزون للتصدي لأي مخاطر من أي جبهة أتت.
ومنذ أواخر الشهر الماضي تصاعدت المخاوف الدولية من توسع الصراع في المنطقة، بين إسرائيل من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى خاصة بعد اغتيال هنية في 31 تموز/يوليو ، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية بضربة إسرائيلية، وتوعد كل من المسؤولين الإيرانيين وحزب الله برد موجع.